أصبحت غزالة هاشمي ذات الأصول الهندية رمزًا جديدًا في تاريخ الولايات المتحدة بعد فوزها في الانتخابات لتصبح نائب حاكم ولاية جورجيا، ما يجعلها أول مسلمة تتبوأ منصبًا حكوميًا على مستوى الولاية في البلاد، وقد حققت هذا الإنجاز بعد أن تغلبت على خمسة مرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، لتواصل بذلك مسيرتها السياسية التي بدأت عندما كانت أول امرأة مسلمة تصل إلى مجلس الشيوخ في ولاية فيرجينيا.
ولدت غزالة هاشمي عام 1964 في مدينة حيدر أباد الهندية، وانتقلت مع عائلتها إلى ولاية جورجيا وهي في الرابعة من عمرها، حيث انضموا إلى والدها الذي كان يدرس الدكتوراه في العلاقات الدولية، وقد سارت هاشمي على خطاه في مجال التعليم الذي كرست فيه جهدها على مدار أكثر من 30 عامًا. نشأت غزالة في بلدة أمريكية صغيرة شهدت فترة من التمييز العنصري، حيث كانت المدارس مفصولة بين الطلاب البيض وذوي الأصول الإفريقية، مما جعلها تشهد بنفسها جهود إعادة بناء المجتمعات والتغلب على العنصرية، وقد أصبح مكافحة التمييز أحد أولوياتها.
حصلت غزالة على درجة الدكتوراه وأسست معهدًا يركز على التميز في التعليم، وتعتز بحملتها التي تدعو إلى حق التعليم المجاني للجميع، كما قدمت مبادرات عديدة لدعم القضايا التعليمية، مثل مشروع قانون رفع الحد الأقصى للتمويل الذي يستهدف المدارس الحكومية حتى عام 2025. بدأت رحلتها السياسية في عام 2019 عندما فازت بمقعد في مجلس شيوخ ولاية فيرجينيا، مما شكل مفاجأة للأوساط السياسية التي كانت تشهد هيمنة الحزب الجمهوري على هذا المقعد لسنوات طويلة، ورغم التحديات التي واجهتها، بما في ذلك اتهامات بمعاداة السامية بسبب مشاركتها في مظاهرة ضد إسرائيل، استمرت في تحقيق أهدافها.
لاقى فوز غزالة ترحيبًا واسعًا من المسلمين في الولايات المتحدة، حيث وصف مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير” هذا الإنجاز بأنه “تاريخي”، كونه يمثل خطوة هامة نحو تمثيل المسلمين في المناصب الحكومية. وعلق نهاد عوض، المدير التنفيذي للمجلس، على هذا الفوز مشيرًا إلى أنه تذكير قوي بمساهمة المجتمعات الإسلامية في بناء دولة أكثر عدلاً واحتضانًا للجميع. وقد زادت أهمية فوز هاشمي بتزامنه مع فوز المرشح الديمقراطي المسلم زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، بعد مواجهة صعبة ضد حملة تشويه واسعة النطاق قادها عدد من أثرياء المدينة، بما في ذلك الرئيس السابق دونالد ترامب.

تعليقات