لم تكن انتخابات الثلاثاء في الولايات المتحدة تقتصر على الولايات والمدن فحسب، بل كانت لها تأثيرات واسعة على المستوى الوطني، حيث شهدت نيويورك حدثًا تاريخيًا بانتخاب زهران ممدانى كأول عمدة مسلم للمدينة، بينما في الجانب الغربي، تترقب الأنظار ما يمكن أن تحمله نتائج الانتخابات لحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم وفرصه في خوض سباق الرئاسة القادم عام 2028.
حقق نيوسوم نجاحًا كبيرًا يوم الثلاثاء الماضي بعد تصويت الناخبين لصالح خطة إعادة تحديد دوائر الكونجرس المعروفة باسم Proposition 50، مما قد يمنح الحزب الديمقراطي خمس مقاعد إضافية في مجلس النواب قبل الانتخابات النصفية العام المقبل، وأشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إلى أن هذا الإنجاز يعزز من مكانة نيوسوم على الساحة الوطنية ويشكل ضغطًا على ترامب، مما يمنح حاكم كاليفورنيا دفعة قوية في مسعاه المحتمل للرئاسة في عام 2028.
يحمل هذا الفوز دلالتين أساسيتين، إذ تمكن نيوسوم من اجتياز اختبار انتخابي حقيقي، حيث أظهر الناخبون في أكبر ولاية أمريكية دعمهم لتعديل دوائر الكونجرس لصالح الحزب الديمقراطي، مما يعكس تأثيره وقدرته على حشد القاعدة الانتخابية، كما أن هذا الانتصار يمنح نيوسوم منصة وطنية لتأكيد نفسه كرجل سياسة قادر على مواجهة ترامب والعمل على الساحة الوطنية، وقد صرح بعد الفوز بأن ما حدث في كاليفورنيا ليس مجرد انتصار محلي بل رسالة قوية على الصعيد الوطني.
جاء هذا الانتصار بعد أن أعلن نيوسوم تفكيره الجدي في الترشح للرئاسة عام 2028، مؤكدًا أنه سيحدد موقفه بعد الانتخابات النصفية لعام 2026.
رغم ذلك، تظل هناك تحديات أمام نيوسوم، فرغم ازدياد شعبيته داخل الحزب، تشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة كبيرة من الناخبين في كاليفورنيا تفضل عدم خوضه السباق الرئاسي، وفي المجمل، منحت نتائج الانتخابات في كاليفورنيا والمكاسب التي حققها الديمقراطيون الزخم والأدوات التنظيمية اللازمة لجعل نيوسوم واحدًا من أبرز المرشحين المحتملين لعام 2028، لكن ما سيحدد ترشحه الفعلي هو قدرته على توسيع شعبيته خارج حدود كاليفورنيا وجذب الناخبين المستقلين والمعتدلين في الولايات المتأرجحة.

تعليقات