اكتشاف عمود T تاريخي يعود لـ12 ألف عام يظهر وجهًا بشريًا في تركيا

تم اكتشاف عمود على شكل حرف T يحمل وجهًا بشريًا في موقع كارهانتيبى بشانلى أورفة، جنوب شرق تركيا، ويُعتبر هذا الموقع من أقدم المستوطنات المعروفة التي شهدت بداية حياة شبه مستقرة قبل نحو 12 ألف عام، حيث يعود التمثال إلى العصر النيوليثى، وهو فترة سابقة لظهور الكتابة وتربية الحيوانات، ويعكس دلالات مهمة حول التفكير الرمزي والمفاهيم المجردة في المجتمعات البشرية المبكرة، وفقًا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية.

وفي هذا السياق، أشار البروفيسور نيكمى كارول، المسؤول عن الحفريات، إلى أن الاكتشاف يمثل تحولًا كبيرًا في فهمنا، حيث كانت الحجارة المكتشفة سابقًا تمثل البشر بشكل عام، ولكن هذه هي المرة الأولى التي نجد فيها تمثيلًا فعليًا للوجه، مما جعل هذه اللحظة مثيرة للغاية.

أما العالمة الأثرية النباتية سيرين كابوكجو من جامعة ليفربول، فقد اعتبرت أن هذا التمثال يمثل مثالاً متطورًا على التعقيد الفني، ومع كل اكتشاف جديد، نتبين أن هذا العالم كان أكثر تعقيدًا مما كنا نتخيل.

التمثال يظهر بملامح حادة، مع أنف صغير وتجويفات عميقة للعينين، ويشير البروفيسور كارول إلى أنه قد لا يُمثل إلهًا أو كائنًا خارقًا، بل فكرة أو مفهومًا يُرمز له من خلال الشكل البشري، وقبل ظهور هذه التماثيل، كانت المنحوتات تمثل الحيوانات في الغالب، ومع الانتقال إلى الحياة المستقرة، بدأت التماثيل البشرية بالظهور، أولاً جنبًا إلى جنب مع الحيوانات ثم بشكل مستقل، مما يدل على أن البشر بدأوا في وضع أنفسهم في مركز العالم.

بدأت الحفريات في كارهانتيبى عام 2019، لكنها جذبت الانتباه العالمي بعد اكتشافات جوبكليتيبى القريبة، التي يُعتقد أنها كانت مركزًا طقسيًا مهمًا، كما تم العثور على تماثيل مشابهة في منطقة الشام، وفي عام 2017، اكتشف باحثون من الجامعة العبرية في القدس وجهًا بشريًا عمره 12 ألف سنة في موقع نهال عين جف في هضبة الجولان، مما أثار دهشة العلماء عند رؤية تماثيل مشابهة في أماكن بعيدة.

كما كشفت الحفريات عن أعمدة إضافية على شكل T يُعتقد أنها كانت تدعم أسقف المباني المجتمعية، بالإضافة إلى منازل ونصب تذكارية، مما يعكس مجتمعًا معقدًا ومتطورًا من الناحية الرمزية والثقافية.