كولومبيا تُدشّن نفق “تويو” العملاق، ليصبح الأطول في تاريخ أمريكا اللاتينية

تستعد كولومبيا لتحقيق إنجاز هندسي غير مسبوق من خلال قرب اكتمال أعمال نفق تويو، الذي سيكون الأطول في أمريكا اللاتينية بطول يقارب 10 كيلومترات، ويهدف هذا المشروع الضخم إلى تغيير خريطة النقل والتجارة الإقليمية بحلول عام 2027.

وقد أكدت صحيفة إنفوباى الأرجنتينية أن نفق تويو، المعروف أيضًا باسم “الطريق الجديد إلى البحر”، يعد من أعظم المشاريع التي أطلقتها كولومبيا في تاريخها الحديث، حيث تم توقيع الاتفاقية الخاصة بالمشروع في 11 ديسمبر 2015 بين أمانة البنية التحتية في مقاطعة أنتيوكيا والتحالف الكولومبي المعروف باسم “أنتيوكيا إلى البحر”.

يهدف النفق إلى ربط مدينة ميديلين بمنطقة أورابا في مقاطعة أنتيوكيا، مما سيعزز الاتصال بين الداخل الكولومبي والسواحل المطلة على المحيطين الأطلسي والهادئ، كما سيوفر ممرًا تجاريًا مباشرًا إلى موانئ البحر الكاريبي.

يمتد المشروع على 39.5 كيلومترًا من الطرق الجديدة، ويشمل الجسور والأنفاق والممرات الجبلية، ومن المتوقع أن يقلل زمن السفر بين ميديلين وأورابا بأكثر من أربع ساعات ونصف، بينما ستنخفض المسافة بين سانتا فيه دي أنتيوكيا وكانياجورداس بمقدار 25 كيلومترًا.

ستسمح السرعات على الطريق للمركبات الخفيفة بالوصول إلى 80 كم/ساعة، و60 كم/ساعة للمركبات الثقيلة، مما يزيد من سرعة النقل بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالطرق الحالية، ليصبح نفق تويو بوابة استراتيجية لزيادة الصادرات الكولومبية ودفع عجلة التكامل التجاري والاقتصادي الإقليمي نحو مستويات غير مسبوقة.

يرى خبراء البنية التحتية في كولومبيا أن نفق تويو يمثل تحولًا استراتيجيًا في مفهوم الترابط الإقليمي، حيث يجمع بين الهندسة الحديثة والتخطيط الذكي في منطقة جبلية معقدة، ليكون نموذجًا يحتذى به في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية.

وأكد المهندسون المشرفون على المشروع أن النفق سيكون مزودًا بأحدث أنظمة الأمان والمراقبة، بما في ذلك مراكز الطوارئ وأنظمة التهوية الذكية وأضواء موفرة للطاقة، لضمان أقصى درجات الأمان والكفاءة التشغيلية.

وبحسب الجدول الزمني الرسمي، من المقرر أن يُفتتح النفق رسميًا أمام الحركة المرورية في عام 2027، ليكون علامة فارقة في تاريخ كولومبيا وحدثًا هندسيًا يحتفى به على مستوى القارة بأسرها.