قمة كوب 30 تشهد أجواء ودية في باريس مع تلاقي ماكرون وقادة أمريكا اللاتينية في صور سيلفي تعكس روح التعاون

قمة كوب 30 تشهد أجواء ودية في باريس مع تلاقي ماكرون وقادة أمريكا اللاتينية في صور سيلفي تعكس روح التعاون

تحولت قمة المناخ للأمم المتحدة “كوب 30” المنعقدة في مدينة بيليم البرازيلية إلى منصة بارزة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أجرى سلسلة من الاجتماعات مع قادة دول أمريكا اللاتينية لتعزيز التعاون الأمني والبيئي والاقتصادي بين فرنسا وهذه الدول، وقد عرضت وسائل الإعلام في تلك الدول صورًا وفيديوهات تجمع ماكرون مع قادة بارزين مثل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا والرئيس الكولومبي جوستافو بيترو ورئيسة المكسيك.

وفي لقائه مع لولا دا سيلفا، تم الاتفاق على تعزيز التعاون الشرطي والاستخباراتي لمواجهة الجريمة المنظمة عبر الحدود، خصوصًا في المنطقة التي تمتد على طول 730 كيلومترًا من الحدود المشتركة بين البرازيل وجويانا الفرنسية، وقد اقترح لولا أن تعين فرنسا ملحقًا أمنيًا للانضمام إلى مركز التعاون الشرطي الدولي في منطقة الأمازون، الذي تم افتتاحه في مدينة ماناوس في سبتمبر الماضي، وذلك بهدف مكافحة تهريب المخدرات والتعدين غير الشرعي وقطع الأشجار، وهي أنشطة تسيطر عليها جماعات إجرامية كبيرة.

كما تناول الرئيسان التقدم في صندوق الغابات الاستوائية للأبد، والذي يعد مبادرة بيئية جديدة تقودها البرازيل بدعم من فرنسا بمساهمة قدرها 500 مليون يورو، ويهدف الصندوق إلى تمويل مشروعات طويلة الأمد لحماية الغابات بمشاركة دول تمتلك غابات استوائية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا، ومن جهته، دعا لولا قادة العالم إلى تبني نموذج تنموي أكثر عدالة واستدامة ومنخفض الانبعاثات الكربونية، معتبرًا أن قمة بيليم تمثل فرصة لرفع سقف الالتزامات المناخية العالمية.

وعلى هامش القمة، التقى ماكرون بالرئيس الكولومبي جوستافو بيترو في أجواء ودية، حيث التقيا في صورة سيلفي رمزية نشرها بيترو عبر حساباته على مواقع التواصل، وقد ناقش الزعيمان سبل حماية الأمازون المشتركة وتعزيز التعاون البيئي ضمن إطار تحالف بلدان الأمازون، مؤكدين أن مستقبل الكوكب يعتمد على حماية الغابات.

بعد ذلك، توجه ماكرون إلى المكسيك بدعوة من الرئيسة كلوديا شينباوم، في زيارة استغرقت 24 ساعة، حيث تضمنت جدول الزيارة لقاءً ثنائيًا في القصر الوطني في مكسيكو سيتي، تلاه اجتماع موسع مع وفدي البلدين، بالإضافة إلى لقاء مع رجال الأعمال المكسيكيين والفرنسيين لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمارات المتبادلة، كما شارك ماكرون في مأدبة عشاء رسمية مع أبناء الجالية الفرنسية في المكسيك.

تُظهر تحركات ماكرون خلال قمة “كوب 30” وما بعدها استراتيجية فرنسية جديدة تجاه أمريكا اللاتينية، تركز على المناخ والأمن والاقتصاد الأخضر كركائز أساسية للتعاون، ومن الأمازون إلى المكسيك، تسعى فرنسا لتثبيت حضورها كشريك استراتيجي في القارة اللاتينية، في وقت تتقاطع فيه مصالحها البيئية مع التحديات الأمنية والتنموية التي تواجه المنطقة.

Google News تابعوا آخر أخبار أحداث اليوم عبر Google News