موسكو تقترب من بسط سيطرتها على مدينة بوكروفسك: تداعيات ذلك على روسيا وأوكرانيا

موسكو تقترب من بسط سيطرتها على مدينة بوكروفسك: تداعيات ذلك على روسيا وأوكرانيا

قالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن أوكرانيا قد تواجه أكبر خسارة لها خلال الأشهر الماضية في حال سقوط مدينة بوكروفسك الشرقية بيد القوات الروسية، حيث يستمر القتال في هذه النقطة الاستراتيجية التي تُعتبر شريان حياة للمنطقة منذ أكثر من عام، وأشارت الهيئة إلى أن السيطرة على بوكروفسك ستقرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوة من تحقيق هدفه في السيطرة الكاملة على منطقة دونباس الصناعية، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

فيما يتعلق بمصير المدينة، تزايدت المزاعم حول سقوط بوكروفسك، ولكن هناك تقارير مضادة تجعل من الصعب التحقق من الوضع الفعلي، إذ أفادت “بي بي سي” بأن روسيا حشدت عشرات الآلاف من القوات في المنطقة، وتمكن مئات الجنود الروس من التسلل إلى المدينة في الأسابيع الأخيرة، واستولوا تدريجياً على المباني والشوارع.

من جهة أخرى، نفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية ما يُشاع حول تطويق قواتها في المدينة، وأكدت أنها لا تزال تصمد وتقاوم تقدم القوات الروسية، حيث أعلن أحد القطاعات الأوكرانية عن إخلاء مبنى مجلس المدينة ونشر فيديو يظهر العلم الأوكراني معلقًا عليه.

بينما يظهر الموقف الرسمي الأوكراني تمسكًا بالمقاومة، نقل موقع “هرومادسكي” الأوكراني عن مسؤولين عسكريين أن القوات الأوكرانية تعاني من نقص في العدد، وأن أكثر من ألف جندي يواجهون خطر الحصار. من جانبها، أكدت روسيا أنها تواصل تقدمها شمالاً، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية محاصرة في ما يُعرف بـ “المرجل”، رغم أن بعض المعلقين نفوا صحة ذلك.

تعتبر بوكروفسك ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا، حيث يركز الجيش الروسي على المدينة منذ استيلائه على مدينة أفدييفكا الشرقية في فبراير 2024، ما حرم أوكرانيا من معقل عسكري مهم في منطقة دونيتسك، ورغم أن روسيا استغرقت 21 شهرًا للتقدم نحو 40 كيلومترًا شمالاً، فإن السيطرة على بوكروفسك ستقرب بوتين من هدفه في السيطرة على دونباس بالكامل، حتى وإن كان التقدم بطيئًا.

إذا تمكنت روسيا من السيطرة على بوكروفسك، فإن الدفاع عن مدينة ميرنوهراد سيصبح شبه مستحيل، مما سيمكن القوات الروسية من تحويل تركيزها إلى معركة كوستيانتينيفكا وبقية مدن “حزام الحصن” مثل دروزكيفكا وكراماتورسك وسلوفيانسك. ومع ذلك، لا تزال لدى أوكرانيا خطوط دفاعية يمكنها الانسحاب إليها وإعادة ضبط دفاعاتها، حيث أشار المحلل مايكل كوفمان من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إلى أن القوات الروسية تفتقر إلى الزخم، وأن أسلوب قتالها لن يُحقق اختراقات عملياتية مهمة.

Google News تابعوا آخر أخبار أحداث اليوم عبر Google News