رفض مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون يهدف إلى إنهاء أطول أزمة إغلاق حكومي في تاريخ البلاد، حيث أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من الوضع، مشددًا على ضرورة إنهاء سياسة التعطيل وفتح البلاد على الفور، مضيفًا أنه حان الوقت ليتوقف أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون عن التلاعب مع الديمقراطيين اليساريين المتطرفين.
وفي ظل هذه الأزمة، أعلنت ثلاث من أكبر شركات الطيران الأمريكية إلغاء مئات الرحلات، حيث تستعد هيئة تنظيم الطيران الفيدرالية لتقليص القدرة الاستيعابية في العديد من المطارات بسبب نقص الموظفين الناتج عن الإغلاق الحكومي، وأفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” بأن شركة “يونايتد إيرلاينز” ستلغي حوالي 4% من رحلاتها المخطط لها يومي الجمعة والسبت، مما يعني إلغاء ما يقرب من 200 رحلة في يوم الجمعة وحده.
كما أعلنت “أميركان إيرلاينز” عن إلغاء 220 رحلة من الجمعة حتى الإثنين، وهو ما يمثل أيضًا إلغاءً بنسبة 4%، بينما أفادت “دلتا إير لاينز” بإلغاء نحو 170 رحلة مقررة يوم الجمعة، وأعلنت “ألاسكا إير” عن بدء عمليات إلغاء عدد محدود من الرحلات.
ويأتي هذا الإلغاء في الوقت الذي أكد فيه منظمو الطيران الأمريكي أن المطارات التي تخدم مدنًا كبرى مثل نيويورك ولوس أنجليس وواشنطن ودالاس وفورت وورث وميامي وسياتل ستخضع لقيود على قدراتها الاستيعابية، بهدف تخفيف عبء العمل على مراقبي الحركة الجوية، مع استثناء الرحلات الدولية من هذه التخفيضات التي ستركز على المسارات الإقليمية.
وكان من المخطط تخفيض الرحلات في المطارات تدريجيًا بدءًا من 4% في 7 نوفمبر، وصولًا إلى 10% بحلول 14 نوفمبر، حيث اعتبرت “فاينانشيال تايمز” أن هذه التخفيضات تمثل أولى الارتباكات الواسعة التي تصيب خطوط الطيران بسبب الإغلاق الحكومي.
وأشارت شركات الطيران الكبرى مثل “أميركان” و”دلتا” و”يونايتد” إلى أنها تتوقع القدرة على تشغيل غالبية رحلاتها، حيث لن تتأثر مساراتها ورحلاتها الدولية البعيدة، وأوضح وزير النقل الأمريكي شين دافي أن صناعة المراقبة الجوية كانت تعاني من نقص في العمالة يصل إلى نحو 2000 شخص قبل حدوث الإغلاق، مشيرًا إلى أن بعض مراقبي الحركة الجوية لا يحضرون إلى مراكز عملهم بسبب انخراطهم في “وظائف جانبية” لتلبية احتياجاتهم المالية، مما يزيد الضغط على الموارد البشرية المتاحة.
ومن المتوقع أن يتفاقم التأثير المالي على شركات الطيران الأمريكية إذا استمر الإغلاق الحكومي، خاصة مع اقتراب موسم عيد الشكر، حيث ترى محللة الحركة الجوية في مؤسسة “رايموند جيمس” سافانثي سايث أن شركات الطيران كانت تمر بفترة “الموسم الأدنى”، مما يعطيها القدرة على إعادة استيعاب المسافرين، وتوقعت أن تكون المخاطر على الأرباح محدودة ما لم يمتد الإغلاق ليشمل فترة السفر خلال عيد الشكر، في حين أكدت شركة “إير فرانس- كيه إل إم” أن تخفيضات إدارة الطيران الفيدرالية سيكون لها تأثير محدود، حيث تقتصر على الرحلات الداخلية فقط.

تعليقات