تعمل الولايات المتحدة على تعزيز دورها في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك في إطار جهود دعم وقف إطلاق النار في القطاع، حيث تشير تقارير صحيفة واشنطن بوست إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تقليص دور إسرائيل في تحديد نوعية وكيفية المساعدات التي تدخل المنطقة.
وحسب الصحيفة، فإن مركز التنسيق العسكري الأمريكي، الذي تم تكليفه بتنفيذ خطة السلام التي اقترحها ترامب، سيتولى الإشراف على المساعدات الإنسانية بدلاً من إسرائيل، رغم أن بعض المصادر تشير إلى أن البداية كانت فوضوية وغير حاسمة، حيث أوضح مسؤول أمريكي أن الإسرائيليين لا يزالون جزءًا من الحوار، إلا أن القرارات ستتخذ من قبل هيئة أوسع، مما يعني الانتقال من وحدة التنسيق التابعة للجيش الإسرائيلي إلى مركز التنسيق المدني العسكري الذي تم إنشاؤه في جنوب إسرائيل بالقرب من حدود غزة.
في هذا السياق، أفادت مصادر للصحيفة أن هذه التحولات تهدف إلى تقليص دور إسرائيل في تحديد كيفية ونوعية المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث سيتولى مركز تنسيق عمليات الإغاثة زمام المبادرة، على الرغم من أن المساعدات الإنسانية لا تزال تواجه قيوداً كبيرة من جانب إسرائيل منذ بدء وقف إطلاق النار الشهر الماضي، إلا أن الوضع قد شهد بعض التحسن مقارنة بما كان عليه سابقاً.
يضم مركز التنسيق الذي تقوده الولايات المتحدة أكثر من 40 دولة ومنظمة، حيث أكد تيم هوكينز، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، أن جمع هذه الأطراف معاً يتيح التمييز بين الواقع والخيال، ويعزز الفهم لما يحدث على الأرض واحتياجات السكان.
حتى الآن، لم تفتح إسرائيل سوى منفذين للمساعدات إلى غزة، حيث تتدفق معظم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، بينما لم يتم تسليم أي شحنات مباشرة إلى شمال غزة منذ أوائل سبتمبر، وحسب الأمم المتحدة، فإن الشاحنات المسموح لها بالدخول هي في الغالب شحنات تجارية، مما يجعل الكثير من سكان غزة غير قادرين على شراء المواد المعروضة فيها.
إضافة إلى ذلك، لم تُفتح نقطة العبور بين الأردن وإسرائيل عبر جسر اللنبي معظم العام، حيث تنتظر كميات كبيرة من المساعدات، بينما منعت غالبية منظمات الإغاثة الدولية من إدخال الغذاء إلى غزة بسبب القواعد الجديدة التي فرضتها إسرائيل والتي رفضت هذه المنظمات التوقيع عليها.

تعليقات