أكد وزير العمل محمد جبران على أهمية تمكين الشباب وبناء قدراتهم المهنية كأولوية رئيسية للدولة المصرية، حيث يعتبرون العمود الفقري للتنمية المستدامة في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها سوق العمل المحلي والدولي.
جاءت هذه التصريحات خلال مشاركة الوزير في قمة المرأة المصرية 2025، التي تُعقد تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وتُنظمها السيدة دينا عبد الفتاح بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة وجامعة النيل، حيث كان عنوان القمة “تمكين الشباب في مجال STEM: المستقبل يحدث الآن” وحضرها عدد من قيادات الدولة، بما في ذلك الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية
أوضح الوزير أن سوق العمل يتغير بسرعة، وأصبح الحصول على الشهادة وحده غير كافٍ، بل المهارات والتعلم المستمر والتكيف مع التطورات التكنولوجية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، هي ما تضمن مستقبلًا مهنيًا آمنًا.
وأشار إلى أن الوزارة تسعى لتحديث سياسات التشغيل من خلال بناء نظام حديث لرصد احتياجات سوق العمل، وتفعيل مراصد متخصصة لتحليل المهارات المطلوبة، مع التوسع في برامج التدريب المهني بالتعاون مع القطاع الخاص.
وأكد أن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا بتقليص الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، وأطلقت منصات رقمية للتدريب المهني، تتيح ربط الوظائف بالمهارات الفعلية وليس بالمؤهلات فقط، مما يحسن فرص التشغيل ويعزز كفاءة القوى العاملة.
وفيما يتعلق بالتدريب المهني، ذكر الوزير أن الوزارة تعمل على مشروع “مهني 2030” لتطوير النظام، من خلال تحديث المناهج وتجهيز مراكز التدريب وتطبيق نموذج التدريب القائم على العمل داخل المنشآت، بالإضافة إلى توسيع الشراكات مع القطاع الخاص لضمان توافق التدريب مع احتياجات السوق.
كما تحدث عن تطوير قواعد بيانات سوق العمل وربطها بالمنصات الرقمية، وتحديث دليل التصنيف المهني المصري ليتماشى مع التصنيفات الدولية، مما يسهل اندماج العمالة المصرية في الأسواق الإقليمية والدولية.
وفي سياق دعم ريادة الأعمال، أكد الوزير أن الوزارة تتبنى نهجًا متكاملًا لتمكين الشباب ورواد الأعمال من خلال توفير برامج تدريبية متخصصة، ومعامل ابتكار داخل مراكز التدريب، وربط المشروعات الناشئة بجهات التمويل، مع التركيز على تمكين المرأة اقتصاديًا.
اختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن الاستثمار في الإنسان المصري وبناء مهاراته هو الضمانة الحقيقية لمستقبل اقتصادي مستدام وقادر على مواجهة تحديات العصر.
على هامش الفعاليات، تم افتتاح ملتقى التوظيف والتدريب الذي شهد مشاركة مئات الطلاب وحديثي التخرج، خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، حيث يهدف الملتقى لتوفير مساحة تفاعلية تجمع الشباب بممثلي المؤسسات والشركات، مما يسهم في زيادة فرص التدريب والتشغيل وتقديم المشورة الوظيفية بشكل عملي.
كما يضم الملتقى مساحات مخصصة لبناء الشراكات بين الجامعات والمراكز البحثية ومؤسسات القطاع الخاص، لعرض الابتكارات والمبادرات الطلابية، وربط مخرجات التعليم بالاحتياجات الفعلية للاقتصاد وسوق العمل.





التعليقات