نيابة عن الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، ترأس الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة وفد مصر في الدورة السابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي، تحت شعار “النهوض بالحلول المستدامة من أجل كوكب مرن قادر على الصمود” من 8 إلى 12 ديسمبر الحالي، بهدف دعم العمل البيئي العالمي وتعزيز الجهود المشتركة مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية.
في بداية كلمته، شكر الدكتور أبو سنة رئيس الدورة الحالية، عبد الله بن علي العمري، وحكومة وشعب كينيا على حسن التنظيم والاستقبال، مؤكدًا على تضامن مصر مع البيان الذي ألقته موزمبيق نيابة عن المجموعة الأفريقية. وأشار إلى أن شعار الدورة يحمل مسؤولية كبيرة على المجتمع الدولي للانتقال من مرحلة وضع الحلول إلى التنفيذ، فالحلول بلا تطبيق تبقى مجرد تطلعات، والنجاح يتحقق عندما نترجم القرارات إلى إجراءات فعلية تحمي مستقبل كوكبنا.
وأضاف أبو سنة أن مصر تتطلع إلى نتائج تعكس الطموحات المشتركة للدول الأعضاء، موضحًا أن المعيار الحقيقي للتقدم لا يقاس بما يكتب على الورق، بل بما يتحقق من التزامات عملية، معبرًا عن أمله في أن نكون قادرين على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مستقبلنا المشترك.
وأكد أن المناقشات خلال الاجتماعات أظهرت جدية الدول الأعضاء في اتخاذ إجراءات لحماية البيئة، وتم التوافق حول العديد منها، بينما كشفت المناقشات عن تحديات كبيرة تواجه العمل البيئي الدولي، وفي مقدمتها الفجوة بين الأهداف البيئية ووسائل التنفيذ المتاحة، خاصة أمام الدول النامية. بالنسبة لهذه الدول، “وسائل التنفيذ” تشمل التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، وهي ليست خيارات بل شريان الحياة للاستدامة، فلا يمكن توقع أن تختار الدول النامية بين التنمية والبيئة، وعلينا تمكينهم لتحقيق كليهما.
وشدد الرئيس التنفيذي على أن قضايا المياه والطاقة والأمن الغذائي مترابطة، مشيرًا إلى أن المياه ليست مجرد مورد، بل هي حق وجودي، ويجب أن تكون مرونة الموارد المائية عنصرًا رئيسيًا في عمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، داعيًا الجمعية إلى إعطاء الأولوية للإدارة المستدامة للمياه العابرة للحدود، التي تعتمد على قواعد القانون الدولي والمنفعة المتبادلة.
اختتم أبو سنة كلمته بالتأكيد على أن مصر ستظل صوتًا داعمًا للنهج القائم على التنفيذ الفعلي للالتزامات البيئية، وأنها مستمرة في العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لضمان إدارة مستدامة لموارد الكوكب، مشددًا على أن الحفاظ على البيئة ليس خيارًا، بل مسؤولية جماعية تتطلب إرادة سياسية حقيقية وتعاونًا دوليًا صادقًا، مؤكدًا أن مصر ستواصل الإسهام بفاعلية في صياغة مستقبل بيئي أكثر أمانًا وعدالة للأجيال القادمة.



التعليقات