الفضة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار بسبب نقص المعروض

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة حيث تلمع مجددًا في الأسواق العالمية ويعود ذلك إلى نقص المعروض الذي يؤثر بشكل كبير على توازن العرض والطلب مما أدى إلى زيادة الإقبال على شراء الفضة كملاذ آمن للمستثمرين في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية ويعتبر هذا الصعود القياسي للأسعار فرصة ذهبية للمستثمرين الذين يسعون لتعزيز محفظتهم بالمعادن الثمينة كما أن الطلب المتزايد من الصناعات المختلفة يساهم أيضًا في دعم الأسعار مما يجعل الفضة خيارًا جذابًا في الأسواق المالية اليوم.

ارتفاع أسعار الفضة في لندن: أسباب ونتائج

واصلت أسعار الفضة ارتفاعها الملحوظ في سوق لندن للسبائك، حيث شهدت تعاملات اليوم الثلاثاء زيادة بنسبة 2.9%، متجاوزة حاجز 53 دولارًا للأوقية، وذلك بعد أن كسرت مستوى 52 دولارًا لأول مرة يوم الإثنين. يعود هذا الارتفاع إلى نقص المعروض وزيادة الإقبال على الشراء، في ظل حالة من الاضطراب غير المسبوق في السوق، مما أثار فوضى بين المتداولين وخلق ما يُعرف بظاهرة "الضغط القصير".

ظاهرة الضغط القصير وتأثيرها على السوق

تعني ظاهرة "الضغط القصير" عندما يرتفع سعر أصل مالي، مثل الفضة، بشكل مفاجئ، مما يجبر المستثمرين الذين راهنوا على انخفاضه على شراء كميات كبيرة لتغطية مراكزهم المكشوفة، وهذا بدوره يزيد من ارتفاع الأسعار. وأشارت صحيفة The Telegraph البريطانية إلى أن هذه الظاهرة أدت إلى خسائر كبيرة للمراهنين على هبوط الأسعار، مما زاد من حدة الارتفاع في أسعار الفضة.

الأسباب الرئيسية وراء الارتفاع المستمر

ساهمت عدة عوامل في ارتفاع أسعار الفضة، منها التهديد الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين، مما أدى إلى موجة جديدة من الصعود. منذ 26 أغسطس الماضي، سجلت الفضة ارتفاعًا تجاوز 35%، مدعومًا بمخاوف من عجز متزايد في المالية العامة للدول الغربية، بالإضافة إلى القلق من فقاعة محتملة في أسواق الأسهم بسبب الارتفاع الكبير في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي.

وفقًا لأولي هانسن، رئيس السلع الأساسية في ساكسو بنك، فإن نقص السيولة، الذي يُتوقع أن يكون مؤقتًا، قد ضخم ارتفاع الفضة الأخير. كما تراجعت المخزونات في لندن، مما دفع إلى نقل الفضة جواً من نيويورك للمساعدة في معالجة الخلل في السوق. في ظل هذه التقلبات، ينصح أدريان آش، مدير الأبحاث في بوليون فولت، العملاء بالحذر، حيث من المتوقع أن نشهد تصحيحًا عاجلاً.