شهدت غزة اليوم الأحد حادثة مأساوية بعد مقتل المقدم أحمد زمزم، ضابط الأمن الداخلي، جراء إطلاق نار من مسلحين في مخيم المغازي، مما يبرز نشاط الميليشيات المدعومة إسرائيليًا في المنطقة مجددًا.
وأعلنت “غرفة العمليات المشاركة”، التي تضم فصائل المقاومة، أنها بدأت تحقيقًا سريعًا في الحادث، وتمكنت من القبض على أحد المشتبه بهم، بينما تواصل البحث عن باقي المتورطين في الجريمة ودوافعها.
ووفقًا للمركز الفلسطيني للإعلام، فقد تم استهداف زمزم بعدة رصاصات أطلقها مسلحون على سيارته، ثم فروا على دراجات كهربائية نحو الجنوب بعد تنفيذ العملية.
تأتي هذه الحادثة بعد أقل من 24 ساعة على إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال رائد سعد، القيادي الثاني في كتائب القسام، خلال غارة على مركبته في غزة، مما يمثل انتهاكًا آخر لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 أكتوبر 2025، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام.
تهديدات خليفة ياسر أبو شباب تعود إلى الواجهة
تسلط هذه الحادثة الضوء على تصريحات غسان الدهيني، قائد ميليشيا “القوات الشعبية” الموالية للاحتلال، الذي أكد استمراره في استهداف حركة حماس في غزة بعد مقتل مؤسسها ياسر أبو شباب.
وكان الدهيني قد خدم سابقًا في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، قبل أن ينضم إلى “جيش الإسلام”، وهو فصيل مسلح قريب من “تنظيم الدولة الإسلامية”.
تشير تقارير إعلامية إلى أن ميليشيا “القوات الشعبية” متورطة في نهب جزء من المساعدات الإنسانية التي تصل إلى جنوبي القطاع، بالإضافة إلى تعاونها مع الاحتلال.
لكن الاتهامات لا تقتصر على هذه الميليشيا، حيث تنشط ميليشيا أخرى يقودها حسام الأسطل في خان يونس، والذي يعود ارتباطه بالأجهزة الإسرائيلية إلى عام 1996، وفقًا لتقرير من شبكة الصحافة الفلسطينية.
الاحتلال يدعم مجموعتي الأسطل وحلس
في أغسطس 2025، أعلن الأسطل عن تشكيل مجموعاته تحت اسم “القوة الضاربة لمكافحة الإرهاب”، وهو أمر يثير الشكوك حول دوافعه، خاصة أنه كان معتقلًا حتى بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023 بتهمة التعامل مع إسرائيل، وفقًا لتقارير إعلامية.
ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الأسطل عمل داخل إسرائيل لسنوات قبل انضمامه لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، ثم تعرض للاعتقال عدة مرات على يد حماس، ولا يُعرف عدد المسلحين الذين يمكنه تجنيدهم.
أيضًا، هناك مجموعة أسسها رامي عدنان حلس في حي الشجاعية، التي تبرأت منها عائلته في بيان رسمي، حيث أدانت أي شكل من أشكال التعاون مع الاحتلال.
الميليشيات تتلقى توجيهًا مباشرا من “الشاباك” و”الوحدة 8200″
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن مجموعة حلس ومجموعة أخرى يقودها ياسر حنيدق تعمل بالتنسيق مع جيش الاحتلال، حيث تتلقى الدعم بالسلاح والمساعدات الإنسانية في إطار التحالف غير المعلن ضد حماس.
تشير التقارير إلى أن إسرائيل وضعت هيكلة لدعم المجموعات المسلحة في غزة، حيث تتلقى توجيهات مباشرة من جهاز الشاباك والوحدة 8200 في جيش الاحتلال، وهي وحدة مسؤولة عن عمليات الاستخبارات العسكرية.
الميليشيات المسلحة في غزة تلقت تدريبات عسكرية إسرائيلية
ذكرت جريدة “ذا جارديان” أن الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية تقوم بتسليح وتدريب الميليشيات المسلحة في غزة كقوات مساعدة بديلة لحماس، حيث يُقدّر أن هناك حوالي 12 ميليشيا جديدة تتواجد في معظم أنحاء غزة.
تشير التقارير إلى أن هذه الجماعات لها سجل في نهب المساعدات وابتزاز المنظمات الإنسانية، حتى من الفلسطينيين أنفسهم، للحصول على أموال تحت ذريعة حمايتهم.
قال الأسطل: “سأعمل مع الشيطان إذا كان ذلك يساعدني في حماية مدينتي وإجبار حماس على مغادرة غزة”
نقل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ياكوف عميدرور قوله: “إذا كانت هذه المجموعات يمكن أن تكون جزءًا من الحل، فهذا أمر جيد، أما إذا تفاقمت الأوضاع، فقد تكون النتيجة مثل الصومال، مما سيكون سيئًا لإسرائيل، لكن قد يكون أفضل من وجود حماس”


التعليقات