تواجه منطقة الشرق الأوسط تحديات كبيرة في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة السلام لإنهاء الحرب في غزة، حيث تشمل الخطة نزع سلاح حركة “حماس” وتشكيل حكومة جديدة في القطاع والانسحاب الإسرائيلي من غزة.
في مقال له بجريدة “صنداي تايمز”، قال المؤرخ والصحفي مارك أوربان إن الظروف الحالية تجعل من الصعب تنفيذ هذه المرحلة رغم الجهود المبذولة قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 29 من الشهر الجاري.
الاغتيالات الإسرائيلية تعيق تقدم خطة السلام
أوضح أوربان أن خطة ترامب المكونة من 20 بندًا لم تحظ بموافقة كاملة من الحكومة الإسرائيلية أو حركة حماس، حيث توجد عقبات تتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن واستئناف المساعدات، بالإضافة إلى قضايا مثل إدارة القطاع ونزع سلاح حماس والانسحاب الإسرائيلي، وهذه الأمور ما زالت محل مناورات.
كما حذر رئيس وزراء قطر من تجميد الانسحاب الإسرائيلي، مما قد يشير إلى احتمالية تجدد الصراع، ويدلل أوربان على ذلك باغتيال سلطات الاحتلال الإسرائيلي للقيادي في كتائب القسام رائد سعد، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس المخاطر المرتبطة باستمرار الجمود.
في حين عبر نتنياهو عن تفاؤله بشأن خطة ترامب، أشار النائب السابق لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن نتنياهو يسعى لإفشال الخطة واستغلال تردد حماس لتجميدها.
نزع سلاح حماس أحد التحديات الكبرى
أحد التحديات الكبرى يتمثل في نزع سلاح “حماس”، حيث ألمحت الحركة إلى إمكانية التخلي عن أسلحة ثقيلة، لكنها لم توافق على التخلي عن أسلحتها النارية، والرأي السائد داخل الحركة هو الاحتفاظ بأسلحتها حتى يتم إقامة دولة فلسطينية.
كما أن جزءًا كبيرًا من المشكلة يتعلق بتحديد دور القوة الدولية المقترحة في غزة، والجهات التي ستشرف على عملية نزع السلاح، إذ ترغب حماس وبعض الأطراف العربية في أن يقتصر دور القوة الدولية على كبح الأعمال العسكرية الإسرائيلية، بينما تريد إسرائيل وجود إشراف دولي على نزع سلاح حماس.
وأشار القيادي في حماس باسم نعيم إلى إمكانية تجميد أسلحة الحركة أو تخزينها، لكنه رفض وجود قوة دولية تشرف على نزع السلاح، مؤكدًا أن دورها يجب أن يقتصر على الحدود فقط.
يمثل موقف حماس مشكلة تؤثر على استعداد الدول لإرسال قوات لتحقيق الاستقرار في غزة، حيث تواجه دول مثل أذربيجان وإندونيسيا وباكستان تحديات سياسية داخلية تمنعها من المشاركة في هذه المهمة.
تتضمن الاقتراحات المطروحة استبدال وحدات “حماس” المسلحة بقوة شرطة فلسطينية جديدة، ولكن إذا كانت هذه القوة تتكون من مقاتلين سابقين، فإنها لن تكون قادرة على نزع سلاح حماس، مما يزيد من تعقيد الأمور.
تمسك إسرائيل باحتلال نصف القطاع يؤكد استمرار العنف
يشير الكاتب إلى أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025 يزيد من الشكوك حول استمرارية وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة التالية من خطة السلام.
تصريحات قائد الجيش الإسرائيلي زادت من هذه الشكوك، حيث رجح أن يصبح الخط الأصفر هو الحدود الجديدة مع غزة، مما يعني أن إسرائيل قد تحتفظ بنصف القطاع بشكل دائم، مما يعوق أي تقدم نحو السلام الشامل.
تعارض حماس وجود قوات أجنبية، مما يدفع الدول التي كانت مستعدة للمشاركة في البداية إلى التشكيك في مشاركتها بسبب الشروط غير المحددة للمهام وقواعد الاشتباك.
الضغوط الداخلية تمنع الغرب من تقديم دعم مستدام لغزة
أشار أوربان أيضًا إلى العوامل السياسية الداخلية في الدول المساهمة مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، والتي تجعل من الصعب تقديم دعم مستدام لأي اتفاقيات سلام في غزة.
اختتم أوربان مقاله بالتأكيد على أنه من غير المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة قوات برية رغم محاولاتها تشجيع الحلفاء على ذلك، بسبب معارضة حركة “ماجا” الداعمة للرئيس الأمريكي.


التعليقات