قالت ماو نينج، المتحدثة باسم الخارجية الصينية، إن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين حققت إنجازات كبيرة تحت قيادة الرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينج، وأكدت أن هذه الشراكة ستشهد نجاحات أكبر خلال السنوات الخمس المقبلة في إطار الخطة الخمسية الخامسة عشرة للصين من 2026 إلى 2030.
وأضافت في مؤتمر صحفي اليوم أن الصين وضعت استراتيجية تنموية طموحة تركز على “التنمية عالية الجودة”، حيث تسعى للانتقال من النمو السريع إلى نموذج أكثر استدامة، مع تعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي وتحفيز الطلب المحلي، وتوسيع الانفتاح على العالم لتحقيق أهداف التحديث الصيني وبناء مجتمع مشترك للبشرية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع مصر، أكدت ماو أن السنوات القادمة ستشهد مزيدًا من التعاون بين البلدين، مشيرة إلى أن الصين ستعزز العلاقات مع مصر في خمسة مجالات رئيسية أولها تعميق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، وستعمل بكين على دعم المشاريع الكبرى والصغيرة لتحقيق المزيد من الرفاهية للمصريين.
كما أكدت أن الصين ومصر يمكنهما تعزيز التعاون في بناء المشاريع بالمناطق الصناعية ودعم التصنيع المشترك والبنية التحتية، وأعربت عن دعم الصين لمبادرة حياة كريمة ورغبتها في تعزيز التعاون من خلالها.
أما المجال الثاني فتمثل في تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال سياسة إعفاء جمركي على صادرات الدول الأفريقية، حيث تهدف الصين إلى تعميم الإعفاء على 100% من المنتجات من 53 دولة أفريقية، مما يسهل دخول المنتجات الزراعية والصناعية الأفريقية إلى السوق الصينية.
وأشارت ماو إلى أن البرتقال والقطن من بين المنتجات المميزة التي تستوردها الصين من مصر، ورحبت بتعرف الشركات على المنتجات لتعزيز التعاون، كما أكدت أن بكين ستعمل على إنشاء مناطق تجارة حرة وتيسير التجارة والتمويل الرقمي.
المجال الثالث الذي سيشهد تعزيز التعاون هو الابتكار العلمي والتنمية، حيث سيكون التعاون في مجال الفضاء والأقمار الصناعية من الأولويات، وذكرت أن مصر كانت أول دولة أفريقية تطلق قمراً صناعياً بمساعدة صينية، وخلال السنوات الخمس المقبلة ستعمل الصين على تبادل التكنولوجيا والابتكار.
كما تحدثت عن الاقتصاد الأخضر كأحد المجالات المهمة، مشيرة إلى أن الصين تسعى لدعم منتجات الطاقة النظيفة في مواجهة تغير المناخ، وأن مصر تولي أهمية للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وأخيرًا، أكدت ماو على أهمية توسيع التبادل الثقافي بين البلدين، مشيدة بالمتحف المصري الكبير والأهرامات، وأعربت عن تأثرها بالحضارة المصرية القديمة، وأشارت إلى معرض في شنغهاي استقبل أكثر من مليوني زائر، معتبرة أنه نموذج يحتذى به في التعاون الثقافي.
وقالت إن هناك زيادة في عدد السياح الصينيين القادمين إلى مصر بفضل التبادل المكثف، وأشارت إلى وجود 36 رحلة طيران مباشرة بين الجانبين، مما يسهم في تعزيز العلاقات بين الشعبين.


التعليقات