قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وائتلاف أولياء الأمور، إن تكرار حوادث التحرش بالأطفال، خصوصًا في سن صغيرة، يمثل خطرًا حقيقيًا يستدعي تحركًا سريعًا من الأسرة والمجتمع والمدارس لحماية الأطفال من أي اعتداء نفسي أو جسدي.
وأشارت عبير إلى أن الأطفال في المراحل الأولى من العمر هم الأكثر عرضة للتحرش، بسبب قلة وعيهم وعدم قدرتهم على التمييز بين السلوك الصحيح والخاطئ. وأكدت أن الوقاية تبدأ من المنزل، من خلال بناء علاقة ثقة قوية بين الطفل ووالديه، مما يتيح له التعبير عن أي موقف يتعرض له دون خوف.
ولفتت عبير إلى أهمية توعية الأطفال بحدود أجسادهم بطريقة بسيطة تناسب أعمارهم، وترسيخ فكرة أن أجسادهم ملك لهم فقط، ولا يحق لأي شخص الاقتراب منهم أو لمسهم دون رضاهم، بغض النظر عن درجة القرابة.
كما شددت على ضرورة تدريب الأطفال على كيفية الرفض وطلب المساعدة، وغرس فكرة أن السكوت على أي تصرف مريب ليس شجاعة، بل قد يعرضهم لمخاطر أكبر. وأكدت على أهمية الاستماع الجيد للطفل والتعامل بجدية مع أي شكوى أو شعور بعدم الارتياح، دون تهوين أو تخويف.
وأضافت عبير أن المتابعة المستمرة لسلوك الأطفال وحالتهم النفسية تمثل خط الدفاع الأول، موضحة أن التغيرات المفاجئة في سلوكهم، مثل الخوف الزائد أو الانعزال، قد تكون رسائل استغاثة تحتاج إلى انتباه سريع من الأسرة.
وبالنسبة لدور المدارس، أكدت عبير أن المؤسسات التعليمية تتحمل مسؤولية كبيرة في حماية الطلاب، خاصة في المراحل الأولى، مشيرة إلى ضرورة اختيار المشرفين والعاملين بعناية وفق معايير صارمة تتعلق بالكفاءة والسلوك.
وأوضحت عبير أن تشديد الرقابة داخل المدارس لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة، من خلال تركيب كاميرات مراقبة تغطي جميع الأماكن، مع ضرورة وجود متابعة جادة لهذه الكاميرات.
كما أكدت على أهمية فرض الانضباط داخل المدارس وسرعة التعامل مع أي بلاغ أو شكوى، وتفعيل دور الإدارة المدرسية والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع أولياء الأمور، كعناصر أساسية لخلق بيئة تعليمية آمنة.
وأشارت عبير إلى أن توعية الأطفال لا تعني بث الخوف في نفوسهم، بل منحهم المعرفة التي تحميهم، مؤكدة أن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة تبدأ من البيت وتمتد إلى المدرسة، ولا تتحقق إلا بتكامل الأدوار بين الأسرة والمجتمع.


التعليقات