ألقى الدكتور ناصر مكاوي، أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة، محاضرة في قصر الأمير طاز الأثري بالقاهرة، مساء أمس الثلاثاء، ضمن ندوة ثقافية نظمتها مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، حيث تناولت المحاضرة موضوع العلاقات الدبلوماسية الدولية من خلال خطابات العمارنة.

حظيت المحاضرة بحضور كبير من أساتذة الجامعات وطلاب وباحثين مهتمين، بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام الذين كانوا حريصين على متابعة هذا العرض التاريخي المميز الذي قدمه مكاوي.

وخلال المحاضرة، استعرض مكاوي تحليلًا عميقًا لأرشيف “تل العمارنة”، موضحًا كيف أسست هذه اللوحات الطينية أول نظام دبلوماسي متكامل في العالم القديم خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وتناول المحاور التالية:

لغة الدبلوماسية

كيف استخدمت مصر اللغة “الأكادية” والمسمارية كأداة للتواصل الدولي.

ندية الملوك

تفسير عبارة “أخي وأنا أخوك” التي كانت تعكس التوازن السياسي بين القوى العظمى آنذاك (مصر، بابل، ميتاني، والحيثيين).

كواليس القصر

كشف آليات عمل “مكتب مراسلات الملك المصري القديم” ودور الرسل والمترجمين الذين كانوا بمثابة سفراء يجوبون العالم القديم.

خطابات التبعية

تحليل الرسائل الواردة من أمراء الشام وفلسطين، والتي كشفت عن طبيعة النفوذ المصري في تلك المناطق.

بعد انتهاء المحاضرة، بدأ النقاش حيث طرح الباحثون والطلاب مجموعة من الأسئلة حول تأثير هذه المراسلات على السياسة الخارجية المصرية في الدولة الحديثة، وكيف ساهمت في فهمنا الحالي للتاريخ السياسي للشرق الأدنى القديم.

أعرب الحضور عن تقديرهم لدور مؤسسة زاهي حواس في نشر الوعي الأثري وربط الجمهور بالبحث العلمي من خلال هذه الفعاليات الدورية التي تُحيي التراث في قلب المعالم التاريخية كقصر الأمير طاز.