اتفق قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة على منح أوكرانيا قرضا يصل إلى 90 مليار يورو، بعد عدم التوصل إلى اتفاق بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة.

وبحسب “بي بي سي”، جاء هذا القرار بعد يوم كامل من المناقشات في قمة عقدت في بروكسل، حيث قال القادة إن القرض سيساعد أوكرانيا في تلبية احتياجاتها العسكرية والاقتصادية خلال السنتين القادمتين.

أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عبر موقع “إكس” عن الصفقة قائلا: “لقد التزمنا، وأوفينا”

ممارسة تحركات غير قانونية ضد الاحتياطيات الروسية

من جهتها، اتهمت روسيا قادة الاتحاد الأوروبي بـ”ممارسة تحركات غير قانونية ضد الاحتياطيات الروسية” بعد هذا الإعلان.

وذكر مبعوث الكرملين كيريل دميترييف في منشور له، مشيرا إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والمستشار الألماني فريدريش ميرتس: “لقد شاهدكم العالم وأنتم تفشلون في إرغام الآخرين على خرق القانون”

وصف دميترييف الاتفاق بأنه “ضربة كبيرة لدعاة الحرب في الاتحاد الأوروبي”، مضيفا أن “القانون والعقل ينتصران في الوقت الراهن”.

وبحسب الطبعة الإنجليزية من جريدة “لوموند”، فإن قمة رؤساء الدول الأوروبية التي انتهت اليوم في بروكسل كانت اختبارا حاسما لقدرة الدول الأعضاء على تنفيذ فكرة “أوروبا القوية”.

وذكرت الجريدة أن هذا المصطلح كان مجرد شعار يرفعه القادة الأوروبيون، لكنه ما زال يحتاج إلى التحول إلى واقع.

تدور النقاشات حول استخدام 210 مليارات يورو مملوكة للبنك المركزي الروسي، والتي لا تزال مجمدة حاليا لدى مؤسسة “يوروكلير” في بروكسل بسبب العقوبات الدولية المفروضة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

تعليق المساعدات الأمريكية يضع أوكرانيا في ورطة

مع تعليق المساعدات الأمريكية منذ تولي دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض، وضعف قدرة أوروبا على دعم كييف، اضطرت الدول الأوروبية إلى البحث عن موارد جديدة لدعم أوكرانيا.

أصبح استخدام الأصول الروسية أمرا ملحا، خاصة مع توقعات بنفاد أموال أوكرانيا النقدية في النصف الأول من عام 2026، مما أدى إلى طرح فكرة “قرض التعويضات” لصالح أوكرانيا.

بلجيكا تخشى انتقام الدب الروسي

حظي تجميد الأصول الروسية بدعم واسع بين الدول الأعضاء، باستثناء بلجيكا التي تخشى من رد فعل روسيا، حيث توجد معظم الأصول المجمدة في بروكسل.

وأعرب رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر عن قلقه من ردود الفعل الروسية، حيث تلقى موظفو “يوروكلير” تهديدات بالانتقام حال استغلال الأصول المجمدة، بينما تتخذ موسكو إجراءات قانونية ضد الشركة البلجيكية.

ورغم تعهد الاتحاد الأوروبي بالتضامن مع بلجيكا في حال حدوث أي رد فعل، تبقى المخاوف قائمة.

حرب روسيا الهجينة ضد أوروبا

في ظل تصعيد روسيا لحربها الهجينة ضد أوروبا، من المهم أن يحظى الاتحاد الأوروبي بالاحترام، حيث تعد الأصول الروسية واحدة من الأدوات القليلة المتبقية للدفاع عن مصالحه.

التخلي عن هذه الأصول قد يرسل رسالة سلبية إلى الخصوم ومن لا يزال يؤمن بالمشروع الأوروبي.

تجدر الإشارة إلى أن “حرب روسيا الهجينة” تشير إلى استراتيجية موسكو لتقويض خصومها دون اللجوء إلى صراع عسكري تقليدي، حيث تشمل أساليب متعددة مثل الهجمات السيبرانية والضغط الاقتصادي.