شاركت غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بشكل فعّال في قمة اتحادات شركات السياحة العالمية، التي عُقدت مؤخرًا في مدينة خاين الإسبانية، تحت رعاية اتحاد شركات السياحة الإسباني.

مثل الغرفة في القمة مهند فليفل، عضو مجلس الإدارة، الذي تحدث في الحلقة النقاشية الافتتاحية حول “صناعة السياحة والسفر في ظل البيئة السياسية الحالية” واستعرض تطورات الحركة السياحية في مصر، مؤكدًا أنها تشهد نموًا ملحوظًا منذ انتهاء جائحة كورونا.

وأشار إلى أن مصر استقبلت أكثر من 17 مليون سائح منذ بداية عام 2025، متوقعًا أن يحقق القطاع السياحي رقمًا قياسيًا جديدًا في الإيرادات مع نهاية العام.

وتحدث عن عدة عوامل ساهمت في هذا النمو، مثل تحسين البنية التحتية السياحية مع دخول مطارات جديدة للخدمة وتوسعات في المطارات القائمة، وزيادة أسطول شركتي مصر للطيران وإير كايرو، بالإضافة إلى تدفق استثمارات ضخمة إلى منطقة الساحل الشمالي، التي تجاوزت قيمتها 14 مليار دولار، مع التركيز على مشروع رأس الحكمة.

كما أشار إلى افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعتبر أكبر متحف في العالم يضم مقتنيات لحضارة واحدة، مع خطط مستقبلية لربط المتحف بمنطقة الأهرامات بمسارات للمشاة وحافلات صديقة للبيئة.

وفي رده على سؤال حول تأثير الأوضاع السياسية في غزة ولبنان وإيران على الحركة السياحية، أكد أن السياحة المصرية لا تزال تحقق نموًا قويًا، مشددًا على مرونة القطاع وقدرته على مواجهة الأزمات المتكررة.

وأوضح أن التأثير كان محدودًا جغرافيًا، واقتصر على بعض منتجعات جنوب سيناء، بينما تم تعويض ذلك بتحويل الحركة إلى منتجعات البحر الأحمر مثل الغردقة ومرسى علم، بالإضافة إلى استقبال سائحين من دول الجوار وبعض الدول المتأثرة بالصراعات، مما أدى لارتفاع أسعار الغرف الفندقية في جنوب سيناء.

كما ذكر أن المدينة شهدت مؤخرًا تواجد عدد من قادة العالم في شرم الشيخ، مع إشادة الرئيس الأمريكي بالتنظيم، بالإضافة إلى افتتاح المتحف المصري الكبير بمشاركة قادة عالميين، مما يعكس ثقة العالم في أمن واستقرار المقصد السياحي المصري.

وأكد فليفل أن مصر تمتلك تنوعًا فريدًا في الأنماط السياحية، ولا تزال تقدم منتجات جديدة، مما يمنحها بصمة خاصة على خريطة السياحة العالمية.

وأضاف أن الحرب الروسية الأوكرانية كانت لها تأثير كبير على السياحة المصرية، حيث يمثل مواطنو الدولتين نحو 7 ملايين سائح سنويًا إلى منتجعات البحر الأحمر، لكن السياحة أثبتت قدرتها على التقارب بين الشعوب، حيث يتشارك السائحون من الدولتين الإقامة والشواطئ في شرم الشيخ دون أي تمييز، مؤكدًا أن السياحة قادرة على إصلاح ما تفسده السياسة.

وفي ختام كلمته، دعا إلى تفعيل دور الدبلوماسية السياحية، مطالبًا ببحث آلية للتعامل مع القرارات التي تؤدي إلى وقف حركة السياحة إلى بعض الدول، وهو ما وعد رئيس اتحاد منظمي الرحلات الأوروبي بمناقشته في الاجتماع السنوي في بروكسل.

شارك في الحلقة النقاشية عدد من رؤساء اتحادات السياحة من دول مختلفة، وأدار الجلسة الصحفي الأمريكي ديف كيتنج، حيث شهدت القمة مشاركة رؤساء اتحادات سياحية تمثل 165 دولة.