تشهد جنوب أفريقيا تصاعدًا ملحوظًا في عنف الجريمة المنظمة، مما يعيد للأذهان إرثًا اجتماعيًا واقتصاديًا معقدًا يعود لحقبة الفصل العنصري، ويؤدي إلى حوادث دموية متكررة تسجل آلاف الضحايا سنويًا.
تضم العصابات في جنوب أفريقيا عشرات الآلاف من الشباب وأطفال الشوارع، مما يعكس صورة قاتمة للبلاد التي يُعرف عنها تنوعها الثقافي الهائل، والتي كانت تُلقب بـ”أمة قوس قزح”.
في حادثة مروعة وقعت في بلدة بيكرسدال، والتي تبعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب غرب جوهانسبرج، قُتل عشرة أشخاص وأصيب عشرة آخرون، مما ألقى الضوء على خطر العصابات التي باتت تهدد أمن البلاد.
جماعات العنف تعتمد على عصابات الشوارع
تشير دراسة من موقع “أوبن إيديشن بوكس” إلى أن هذه الجماعات تعتمد بشكل كبير على عصابات الشوارع التي نشأت نتيجة سياسات التمييز العنصري التي سادت من عام 1948 حتى أوائل التسعينيات، حيث قُسم السكان إلى مجموعات عرقية، مما حرم الأغلبية السوداء من حقوقها الأساسية.
90 ألفًا إلى 100 ألف عضو في عصابات الجريمة بجنوب أفريقيا
تُشير التقديرات إلى وجود ما بين 90 ألفًا إلى 100 ألف عضو في عصابات الجريمة المنظمة، ومعظمهم من الشباب، مما يستدعي تطوير حلول لمشاكل الأطفال والشباب في البلاد.
رغم التصريحات الرسمية بأن دوافع الهجوم لا تزال غير معروفة، إلا أن تقارير إعلامية أكدت أن العصابات هي المسؤولة عن هذه الحادثة.
ترتبط الدراسة بين ارتفاع معدلات القتل وشباب الشوارع، حيث يُعتبر الفقر والتشرد من الظواهر المتزايدة في مرحلة ما بعد الفصل العنصري.
التفكك الأسري يجذب أطفال الشوارع إلى عصابات الجريمة المنظمة
تشير الدراسة إلى أن سياسات الحكومات السابقة أدت إلى حصر الأغلبية السوداء في مناطق ريفية تعاني من ضعف التنمية، مما أسهم في تفكك الأسر الأفريقية التقليدية.
هذا التفكك خلق أطفالًا يبحثون عن هويتهم خارج نطاق الأسرة، مما يجعلهم ينجذبون إلى العصابات والجماعات الإجرامية.
مقتل 63 جنوب أفريقي يوميًا جراء العنف
توقعت الصحفية الجنوب أفريقية لين سميث أن تكون العصابات وراء الهجوم، وليس أي تنظيم سياسي، وأكدت أن هناك العديد من العصابات المسلحة التي ترتكب جرائم قتل بشكل متزايد.
تشير التقارير إلى مقتل 63 شخصًا يوميًا بين أبريل وسبتمبر، حيث كانت معظم الوفيات نتيجة الشجارات وعنف العصابات.
الهجوم على الحانات بهدف السطو
تعتبر الهجمات على الحانات من أكثر الحوادث تكرارًا، مما جعل جنوب أفريقيا من بين الدول ذات أعلى معدلات جرائم القتل في العالم.
تُعد الحانات مراكز اجتماعية في العديد من البلدات، وغالبًا ما تتعرض لجرائم عنف تشمل السطو المسلح، مما يثير المخاوف بشأن السلامة العامة.
الحادث الأخير في بيكرسدال يضاف إلى قائمة طويلة من حوادث إطلاق النار الجماعي، مما يسلط الضوء على دور العصابات في المنافسات غير الشريفة بين الشركات غير الرسمية.
عمليات إطلاق النار أصبحت شائعة في جنوب أفريقيا، حيث وقعت حوادث مشابهة في أماكن أخرى، مما يثير القلق بشأن الوضع الأمني في البلاد.


التعليقات