نشرت جريدة صنداي تايمز البريطانية تحقيقًا عن زيادة الوجود الدبلوماسي الصيني في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن بكين تضيف مسؤولين جدد كل شهرين وتشتري عقارات في لندن، مما يثير القلق حول الأمن القومي البريطاني.

التقرير أكد أن الصين تستثمر نحو 750 مليون جنيه إسترليني في مشروع لبناء سفارة جديدة في لندن، حيث تم شراء العديد من المنازل لهذا الغرض. لكن السلطات المحلية وأعضاء البرلمان البريطاني يشعرون بالقلق من توسع الوجود الدبلوماسي الصيني.

المعارضون يعتبرون أن هذا التوسع في منطقة “رويال مينت كورت” يهدف لأغراض تتجاوز العمل الدبلوماسي التقليدي، بينما تصف بكين هذه المخاوف بأنها مبالغ فيها.

مخاوف بريطانية مشروعة ونفي صيني لفكرة التجسس

صنداي تايمز ذكرت أن هناك معارضة سياسية كبيرة في بريطانيا بسبب القلق من استخدام هذا المقر لأغراض غير دبلوماسية، بينما تنفي الصين ذلك وتعتبر المخاوف البريطانية مبالغ فيها.

كما أشار تقرير سابق إلى أن الحكومة البريطانية أوقفت تحقيقًا في قضية تجسس صيني، حيث كان هناك اتهام لسياسيين بتمرير معلومات لجاسوس صيني، وهو ما أثار قلقًا حول وجود تدخل في السياسة البريطانية.

المصالح البريطانية عطلت تحقيقًا في قضية تجسس صينية

التقرير أكد أن قرار النيابة العامة بإسقاط القضية جاء لحماية العلاقات التجارية مع الصين، رغم المخاوف من تسلل دولة معادية إلى قلب الديمقراطية البريطانية.

المسؤولون ذكروا أن هناك خلافًا بين وزارات الخارجية والداخلية حول كيفية التعامل مع القضية، حيث كانت الداخلية ترغب في المضي قدمًا بينما كان الآخرون حذرين من إزعاج الصين.

استراتيجية الأمن القومي البريطانية حذرت من زيادة أنشطة التجسس الصينية وتأثيرها على الديمقراطية البريطانية.

تجسس صيني باستخدام طرق تقليدية

الباحث جوردون كوريرا أشار إلى أن الصين تستخدم طرق التجسس التقليدية، حيث يعمل الجواسيس تحت غطاء الدبلوماسية ويجمعون المعلومات من مسؤولين حكوميين ومؤسسات ديمقراطية.

الصين تسعى للحصول على معلومات من مصادر متعددة، وهي قادرة على التحرك بشكل انتهازي لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات.

تجسس بريطاني مقابل التجسس الصيني

كوريرا أضاف أن جميع الدول تمارس هذا النوع من التجسس، وأن المملكة المتحدة تقوم بذلك ضد الصين أيضًا، مما يخلق توترًا بين الطرفين رغم أنه أمر معتاد.

ومع ذلك، أكد أن التهديدات الصينية تتجاوز المفاهيم التقليدية للتجسس، مما يجعل التعامل معها أكثر تعقيدًا.

نصف مليون متعامل مع المخابرات الصينية

هيئة الإذاعة البريطانية ذكرت أن الاستخبارات الصينية تحتوي على نحو نصف مليون شخص، مما يمنحها القدرة على متابعة أنشطتها في دول عديدة حول العالم.

في يناير 2022، أصدر جهاز “إم آي 5” تحذيرًا بشأن أنشطة كريستين لي، التي يُعتقد أنها تسللت إلى البرلمان، لكنها نفت هذه المزاعم واعتبرت التحذير ذو أغراض سياسية.

ولع الصين بالتجسس على المنشقين

هناك قلق آخر يتعلق بتجسس الصين على المنشقين، وهو ما يعرف بـ”القمع العابر للحدود”، حيث تركز الصين على مجموعات مثل الناشطين في إقليم التبت.

ومع تزايد عدد الناشطين المؤيدين للديمقراطية من هونج كونج في المملكة المتحدة، زادت المخاوف من أنشطة التجسس، وهي اتهامات تنفيها بكين باستمرار.