شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضي، حيث زادت بنسبة 0.8% بينما سجلت الأوقية في البورصة العالمية زيادة بنسبة 1%، ويعود ذلك لتوقعات استمرار سياسة التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حسب تقرير منصة «آي صاغة».

وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن أسعار الذهب محليًا ارتفعت بنحو 45 جنيهًا خلال الأسبوع، حيث بدأ جرام الذهب عيار 21 عند 5745 جنيهًا وبلغ 5800 جنيه، لينهي الأسبوع عند 5790 جنيهًا. أما الأوقية عالميًا، فقد ارتفعت بنحو 40 دولارًا، حيث افتتحت عند 4299 دولارًا وأغلقت قرب 4339 دولارًا.

أما بالنسبة لأسعار الجرامات الأخرى، فقد بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 6617 جنيهًا، بينما سجل عيار 18 نحو 4963 جنيهًا، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 46320 جنيهًا.

منذ بداية 2025، ارتفعت أسعار الذهب محليًا بنحو 2050 جنيهًا، ما يمثل زيادة بنسبة 55%، بينما سجلت الأوقية العالمية ارتفاعًا بنحو 1715 دولارًا، وبنسبة 65%، وهو أفضل أداء سنوي منذ 1979، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية وارتفاع معدلات التضخم.

خلال الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار الذهب لتصل الأوقية إلى أعلى مستوياتها عند 4374 دولارًا يوم الخميس، قريبة من الذروة السنوية البالغة 4381 دولارًا، رغم ارتفاع عوائد السندات العالمية، وذلك نتيجة بيانات اقتصادية أظهرت تراجع ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة وانخفاض طفيف في توقعات التضخم.

بيانات جامعة ميشيجان كشفت عن تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي في ديسمبر إلى 52.9 نقطة مقارنة بـ 53.3 في القراءة السابقة، وأقل من التوقعات التي كانت 53.5 نقطة. المشاركون في الاستطلاع توقعوا ارتفاع معدل البطالة واستمرار تراجع شراء السلع المعمرة للشهر الخامس على التوالي، بينما ارتفعت توقعات التضخم لعام واحد إلى 4.2% واستقرت توقعات الخمس سنوات عند 3.2%.

على صعيد آخر، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة من 0.50% إلى 0.75%، ما أدى لارتفاع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بنحو 2.5 نقطة أساس إلى 4.147%. على الرغم من ذلك، واصل الذهب مكاسبه بدعم من عوامل الطلب.

جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، صرح بأن البيانات الأخيرة تشير إلى مزيد من التراجع في معدلات التضخم، مشيرًا إلى أن ارتفاع البطالة قد يكون ناتجًا عن تشوهات مؤقتة، مؤكدًا عدم الحاجة لتعديل السياسة النقدية في الوقت الحالي.

فيما يتعلق بالتضخم، بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر نوفمبر أظهرت ارتفاعًا بنسبة 2.7% مقارنة بـ 3% في القراءة السابقة، لكن اقتصاديين حذروا من قراءة البيانات بحذر بسبب تأثير الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يومًا.

الأسواق تسعر خفضًا تراكميًا لأسعار الفائدة الأمريكية بنحو 60 نقطة أساس خلال العام المقبل، مع ترجيح أول خفض في يونيو، بينما يقدّر المتداولون احتمالية تقارب 20% لخفض الفائدة في اجتماع 28 يناير المقبل.

توقع بنك جولدمان ساكس في مذكرة حديثة ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 14% لتصل إلى 4900 دولار للأوقية بحلول ديسمبر 2026 في السيناريو الأساسي، مشيرًا إلى وجود مخاطر صعودية إضافية إذا توسع نطاق المستثمرين الأفراد في تنويع محافظهم.

جولدمان أكد أن الطلب القوي من البنوك المركزية والدعم الدوري الناتج عن خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي سيعززان أسعار الذهب، مشددًا على استمرار توصيته بالاحتفاظ بالمراكز الطويلة الأجل في المعدن النفيس.

في الأسبوع المقبل، الأسواق تترقب حزمة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، تشمل متوسط التغير في التوظيف وفق بيانات ADP، والقراءة الأولية لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وطلبات السلع المعمرة، وبيانات الإنتاج الصناعي.