شهدت أسواق الذهب في العالم موجات شراء غير مسبوقة حيث أكد رئيس شعبة الذهب أن الطلب ارتفع بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة مما أدى إلى قفزة سعرية بلغت 118 دولارا في 24 ساعة فقط ويعكس هذا الارتفاع التوجه المتزايد نحو الاستثمار في الذهب كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية وتزايد المخاوف من التضخم مما يجعل أسواق الذهب محط اهتمام الجميع سواء كانوا مستثمرين أو هواة جمع المعادن الثمينة حيث يتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات في التأثير على الأسعار في المستقبل القريب.

موجة شراء الذهب العالمية: ارتفاع قياسي ومستقبل مشرق

أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، أن العالم يشهد واحدة من أعنف موجات شراء الذهب في تاريخه الحديث، حيث سجلت الأونصة مستوى قياسيًا جديدًا عند 4380 دولارًا بزيادة قدرها 118 دولارًا خلال 24 ساعة فقط، مما يعكس مكاسب الذهب التي تجاوزت 63% منذ بداية عام 2025، في صعود وصفه بأنه "الأقوى على الإطلاق دون أي مؤشرات على تراجع قريب". هذا الارتفاع يأتي في ظل ظروف اقتصادية وجيوسياسية معقدة تشهدها الأسواق العالمية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

واصلت أسعار الذهب العالمية الارتفاع للأسبوع التاسع على التوالي، مما يمثل أطول موجة صعود منذ 17 عامًا، وقد جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بحالة القلق في الأسواق، وضعف البنوك الإقليمية الأمريكية، بالإضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومع التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الاجتماعين المقبلين للاحتياطي الفيدرالي. وأوضح واصف أن هذه الظروف تشجع المستثمرين على التحوط من المخاطر عبر الذهب كملاذ آمن، مما يفسر هذا الارتفاع المتسارع في الأسعار.

كما أشار واصف إلى أن البنك المركزي الصيني واصل شراء الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي، مما يعكس رغبة قوية من البنوك المركزية حول العالم في تعزيز احتياطياتها من المعدن الأصفر، إلى جانب تدفقات ضخمة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، وزيادة الإقبال الاستهلاكي في الأسواق الآسيوية، خاصة في الهند التي تشهد موسم مهرجانات يعزز الطلب.

توقعات مستقبلية للسوق المحلي والعالمي

فيما يتعلق بالسوق المحلي، شهدت أسعار الذهب في مصر مستويات قياسية جديدة، حيث سجل عيار 21 الأكثر تداولًا 5840 جنيهًا للجرام، بعد أن اخترق حاجز 5800 جنيه للمرة الأولى في تاريخه، وأكد واصف أن هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بصعود الأونصة عالميًا، بينما ظل تأثير سعر صرف الدولار محدودًا نسبيًا في ظل المناخ المشحون بالصعود. ورغم هذه الارتفاعات، فإن السوق المحلية تشهد حالة من الهدوء في المبيعات، حيث يترقب المتعاملون اتجاه الأونصة العالمية.

ختامًا، يتوقع الخبراء أن يستمر الطلب القوي على الذهب كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، وقد يواصل الذهب الارتفاع ليقترب من مستوى 4900 دولار للأونصة في المدى المتوسط، مما يعيد رسم خريطة الاستثمارات العالمية في الأصول الآمنة خلال السنوات المقبلة.