كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن مستجدات سد النهضة، مشيرًا إلى استمرار التشغيل المحدود لبعض التوربينات.

آخر تطورات سد النهضة

أوضح شراقي أن متابعة مستوى بحيرة سد النهضة من خلال صور الأقمار الصناعية تؤكد أن تشغيل بعض التوربينات العلوية ما زال محدودًا، بينما توقفت التوربينات المنخفضة تمامًا. وأشار إلى أن المنسوب انخفض بمقدار متر واحد فقط في 19 ديسمبر الجاري مقارنة بالحد الأقصى في سبتمبر 2025، ليصل إلى 639 متر فوق سطح البحر، مع إجمالي تخزين 62 مليار م³، مما يدل على التشغيل المحدود، وهو ما يتضح من عدم وجود دوامات واضحة في أحواض التهدئة خلال الأسابيع الأخيرة.

وأضاف شراقي أن معدل الإيراد المائي عند السد في نوفمبر وديسمبر الجاري كان 90 و40 مليون م³/يوم على التوالي، وهذا لا يكفي لتشغيل توربينين لمدة 12 ساعة يوميًا. كان يجب سحب أكثر من 150 مليون م³/يوم، بالإضافة إلى الإيراد اليومي خلال الخمسين يومًا الماضية، لو كان هناك تشغيل لنصف التوربينات لمدة 12 ساعة، مما يعني أنه كان يجب أن يصل المنسوب إلى 636 م، ولكنه الآن 639 م.

وأشار عبر صفحته على فيسبوك إلى أن تشغيل التوربينات أو عدم تشغيلها لن يؤثر على كمية المياه التي تصل إلى مصر على مدار العام، فإذا لم تأتي المياه بشكل منتظم من خلال تشغيل التوربينات خلال الأشهر المقبلة، فسوف تصل عبر بوابات المفيض قبل موسم الأمطار في يوليو القادم إن شاء الله.

موقف مصر من سد النهضة إعلان رسمي لانتهاء زمن الوعود الواهية

في السياق نفسه، قال اللواء سمير المصري، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الموقف المصري الأخير، الذي عبّر عنه وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، برفض العودة إلى مائدة المفاوضات بالطريقة التقليدية السابقة بشأن ملف سد النهضة، يُعتبر إعلانًا رسميًا عن انتهاء زمن الوعود الواهية.

وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن هذا الموقف ليس مجرد تصريح دبلوماسي، بل هو توجيه سيادي بعد استنفاذ القاهرة كل الطرق الدبلوماسية تجاه النهج الإثيوبي الذي أضاع سنوات من التفاوض دون جدوى، وكان من أبرز شواهده الهروب الإثيوبي من توقيع اتفاق واشنطن في اللحظات الأخيرة.