ظل عالم الجريمة في مصر مليئًا بالتفاصيل المثيرة، ومن بين أبرز الشخصيات التي تركت بصمة كبيرة في هذا المجال هو محمد منصور، المعروف بلقب “الخط الأصلي”، الذي أثار الرعب في الصعيد لعقود طويلة.
الخُط.. أسطورة الإجرام التي هزت الصعيد
وُلِد محمد منصور في مركز أسيوط عام 1907، وبدأت قصته بعد خلاف بسيط مع رجل من عائلة حميد يُدعى طوسون، والذي أسفر عن مقتل أحد أفراد عائلته. هذه الواقعة كانت الشرارة التي أطلقت سلسلة من الجرائم، حيث هرب إلى الجبال بعد أن سعت عائلة حميد للانتقام، وما لبث أن انتقموا من اثنين من إخوته، مما زاد من تعقيد الأحداث.
في عام 1914، جمع محمد منصور حوله مجموعة من الخارجين عن القانون وبدأوا في السيطرة على المنطقة من خلال السرقة والقتل والاتجار في المخدرات والأسلحة. لم يقتصر نفوذه على قريته بل امتد إلى المناطق المجاورة، حيث أصبح رمزًا للرعب، وارتكب أكثر من عشرين جريمة قتل وشروع في قتل خلال سنوات قليلة.
كان الخُط معروفًا بتحديه الدائم لرجال الأمن، حيث تروي القصص عن مواقف طريفة وقع فيها رجال الأمن في شباكه. إحدى هذه القصص تتحدث عن عمدة دخل السينما ليسترخي بعد يوم شاق من المطاردة، ليكتشف أن الشخص الذي يجلس بجواره هو “الخط”، مما يوضح مدى جرأته.
نهاية أسطورة الخط بعد جريمة خطف
انتهت أسطورة الخط في عام 1947، حين ارتكب جريمة خطف طفل وطلب فدية للإفراج عنه، وكانت تلك اللحظة التي مهدت لنهايته. استجاب العمدة لطلب الشرطة ونظم عملية محكمة للقبض عليه، حيث قاد ضابط شهير يُدعى العبودي الكمين في المكان المحدد لتسليم الفدية، وتمكن رجال الأمن من القبض عليه.
دارت معركة بالأسلحة النارية انتهت بمقتل محمد منصور، لتُسدل الستارة على واحدة من أكثر قصص الإجرام إثارة في تاريخ الصعيد، والتي أصبحت محور دراسة للمهتمين بالتحقيقات الجنائية.
لم يكن محمد منصور مجرد مجرم، بل كان رمزًا لفترة مظلمة من تاريخ الجريمة المنظمة في مصر، وقد أثرت قصته على وعي الناس بأهمية النظام والأمن، وأثبتت أن حتى أعنف الخارجين عن القانون يمكن أن يُمسك بهم في النهاية.
وحصلت أحداث اليوم على صور توثق حياة الخط، بدءًا من صوره مع والدته، مرورًا بلحظات شهرته، وصولًا إلى صورته الأخيرة مع رجال الأمن بعد مقتله.


التعليقات