تحطمت طائرة تقل الفريق محمد الحداد، رئيس الأركان في حكومة عبد الحميد الدبيبة الليبية، أثناء اقترابها من أنقرة مساء الثلاثاء، مما أثار العديد من التساؤلات حول نوع الطائرة وظروف الحادث.

أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، أن الطائرة من طراز “فالكون 50″، وقد فقد الاتصال بها بعد فترة وجيزة من إقلاعها من أنقرة متجهة إلى طرابلس، ليتم التأكد لاحقًا من تحطمها.

ووفقًا لرئيس مديرية الاتصالات في الرئاسة التركية، برهان الدين دوران، فإن الطائرة طلبت الهبوط الاضطراري بسبب “عطل كهربائي”. وكتب دوران على منصة “إكس” أن الطائرة كانت تقل الحداد وأربعة من مرافقيه وثلاثة من أفراد الطاقم، وأبلغت مركز مراقبة الحركة الجوية عن حالة الطوارئ.

الفريق محمد الحداد
الفريق محمد الحداد

نتيجة لهذا الحادث، فقد الحداد حياته مع مرافقيه، وهم رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الأحداث اليومري جريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان محمد العصاوي دياب، والمصور بمكتب إعلام رئيس الأركان العامة محمد عمر أحمد محجوب.

سجل تاريخي عريق

تعد الطائرة المنكوبة من طراز “داسو فالكون 50″، وهي واحدة من أبرز الطائرات في تاريخ طيران رجال الأعمال، وتم تطويرها بواسطة شركة “داسو” للطيران الفرنسية.

هذه الطائرة لها سجل تاريخي مميز، حيث كانت أول طائرة أعمال في العالم قادرة على عبور المحيط الأطلسي، حيث نفذت رحلتها الأولى في نوفمبر 1976، وبدأ إنتاجها التجاري في عام 1979.

اكتسبت “داسو فالكون 50” شهرتها بفضل تصميمها الفريد الذي يجمع بين القوة والأمان، وقدرتها على قطع مسافات طويلة، وتم تطويرها استجابة للطلب المتزايد على طائرات الأعمال ذات المدى الطويل.

مواصفات فنية متقدمة

تتميز الطائرة بتصميمها الثلاثي المحركات، حيث زودت بثلاثة محركات نفاثة من طراز “Garrett TFE 731-3″، مع محرك ثالث مثبت في ذيل الطائرة، مما يوفر مستوى أمان إضافيًا وقدرة أعلى على الإقلاع من مدارج قصيرة.

كانت “داسو فالكون 50” أول طائرة مدنية في العالم تُزود بأجنحة فوق-حرجة، مما ساعدها على التحليق بسرعة أكبر وكفاءة أفضل في استهلاك الوقود، وقد مهد هذا التصميم لتطوير طرازات أكثر حداثة مثل “Falcon 900″ و”Falcon 2000”.

تتسع الطائرة عادة من 8 إلى 10 ركاب داخل مقصورة فخمة، ويصل مداها إلى نحو 6,300 كيلومتر، مع سرعة قصوى تقارب 870 كيلومترًا في الساعة، ويمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى 49 ألف قدم، مما يتيح لها تجاوز معظم الاضطرابات الجوية.

بفضل قوتها وموثوقيتها، أصبحت “فالكون 50” خيارًا مفضلًا في النقل الحكومي لكبار المسؤولين والقيادات العسكرية، وتستخدم أيضًا في المهام العسكرية مثل الاستطلاع البحري والإنقاذ، فضلاً عن الإسعاف الجوي والرحلات الإنسانية.

في التسعينيات، أطلقت “داسو” النسخة المطورة “Falcon 50EX”، التي زودت بمحركات أكثر كفاءة وأنظمة طيران حديثة، واستمر إنتاجها حتى عام 2003، قبل أن تحل محلها طرازات أحدث ضمن عائلة “فالكون”.