استقرت أسعار الذهب اليوم في الأسواق المحلية والعالمية، حيث تراجعت الأوقية بعد أن اقتربت من 4500 دولار، وسط توترات جيوسياسية وتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، حسب تقرير منصة «آي صاغة».
هدوءًا نسبيًا في حركة الأسعار
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن السوق المحلية تشهد هدوءًا في الأسعار، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 5980 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية عالميًا من 4526 دولارًا إلى حوالي 4490 دولارًا.
سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 6840 جنيهًا، وسعر عيار 18 سجل 5130 جنيهًا، في حين بلغ سعر الجنيه الذهب حوالي 47,880 جنيهًا. شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا طفيفًا بعد موجة صعود قوية، حيث جنى بعض المستثمرين أرباحًا عند المستويات المرتفعة.
الارتفاع الكبير في أسعار الذهب هذا العام غير مسبوق، حيث زادت قيمته بأكثر من 70% منذ بداية العام، مما يجعله قريبًا من تسجيل أفضل أداء سنوي له منذ 1979، مدعومًا بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل المخاطر الجيوسياسية.
ضعف الدولار الأمريكي
ضعف الدولار الأمريكي ساعد في رفع أسعار الذهب، متأثرًا بخطاب الرئيس الأمريكي حول التجارة، بالإضافة إلى سياسة التيسير النقدي من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال 2025، ومن المتوقع خفضين إضافيين العام المقبل، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن، حيث يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد. رغم احتمال تعرض الذهب لبعض الضغوط على المدى القريب، إلا أن الاتجاه العام لا يزال صعوديًا.
بالنسبة للبيانات الاقتصادية، أظهر الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي نموًا بنسبة 4.3% في الربع الثالث، متجاوزًا التوقعات، رغم تأخر صدور البيانات بسبب الإغلاق الحكومي.
ومع ذلك، تراجعت طلبات السلع المعمرة بنسبة 2.2% في أكتوبر، وانخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.1% قبل أن يسجل تعافيًا محدودًا في نوفمبر، وهبط مؤشر ثقة المستهلك إلى 89.1 نقطة في ديسمبر، مما زاد الضغوط على الدولار الأمريكي.
يتداول مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، قرب مستوى 97.87 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ بداية أكتوبر.
السياسة النقدية
تشير التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل في يناير، حيث أكد رئيسه جيروم باول أن البنك في وضع يسمح له بالانتظار ومراقبة تطورات الاقتصاد. تشير التوقعات إلى احتمال ضعيف لخفض الفائدة في يناير، مع توقعات بعودة سياسة التيسير لاحقًا في العام.
التوترات الجيوسياسية لا تزال تؤثر على الأسواق، خاصة مع استمرار الصراع الروسي الأوكراني، وزيادة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.


التعليقات