في عام 2023، شهدت الأسواق العالمية تغيرات ملحوظة في أداء الأصول، حيث حقق الذهب مكاسب كبيرة بينما عانى البيتكوين من تراجع ملحوظ، مما فتح النقاش حول مستقبل الملاذات الآمنة وأصول القيمة.

مكاسب الذهب

حقق الذهب مكاسب قوية تجاوزت 70% منذ بداية العام، ليقترب من 4406 دولارات للأونصة، ويعود ذلك لزيادة التوترات الجيوسياسية والمخاوف من التضخم، بجانب التوقعات بخفض أسعار الفائدة عالمياً. هذه العوامل جعلت البنوك المركزية تستثمر أكثر في الذهب كملاذ آمن خلال الأزمات.

تراجع البيتكوين

على الجانب الآخر، انخفض سعر البيتكوين ليصل إلى أقل من 87 ألف دولار، متراجعًا بنسبة 29% عن أعلى مستوى له مؤخرًا، بسبب ضعف شهية المخاطرة بين المستثمرين، رغم استمرار الاهتمام به كأصل رقمي بديل. هنا نرى اختلافًا كبيرًا بين الذهب والبيتكوين في طبيعة المعروض.

مرونة إنتاج الذهب

الذهب لديه مرونة في الإنتاج، فعندما ترتفع أسعاره، تزداد أنشطة التعدين ويضخ المزيد في السوق. بينما البيتكوين لديه نظام عرض صارم بحد أقصى 21 مليون عملة، مع آلية “التنصيف” التي تقلل من المعروض الجديد كل أربع سنوات، مما يزيد من ندرة العملة.

تقديرات مستقبلية

تظهر تقديرات أن استمرار نمو المعروض من الذهب بمعدل 2% سنويًا، مقابل تضاعف القيمة السوقية للبيتكوين كل أربع سنوات، قد يؤدي إلى وصول البيتكوين لمستوى الذهب خلال 18 عامًا، مما يعني أن سعره قد يصل إلى حوالي 1.5 مليون دولار.

التحليل الفني

من الناحية الفنية، تظهر نسبة أداء البيتكوين مقابل الذهب إشارات تدل على احتمال تغيير الاتجاه، مع وجود تباينات إيجابية على مؤشرات الزخم، مما يعزز توقعات بعض المستثمرين بحدوث ارتداد للبيتكوين أمام الذهب في الفترات المقبلة.

توجهات المستثمرين

هذا التباين يعكس مرحلة انتقالية في سلوك المستثمرين، حيث يفضلون الأصول الآمنة على المدى القصير، بينما تظل النظرة طويلة الأجل للبيتكوين مرتبطة بعوامل الندرة والتحولات التدريجية في مفهوم الملاذ الآمن على مستوى الأسواق العالمية.