يشهد سوق المعادن الثمينة تحولًا كبيرًا، حيث أصبح أحد أبرز المجالات الربحية في عالم التمويل، مع تنافس البنوك العالمية والتجار الكبار لتوسيع أنشطتهم في هذا القطاع.

ارتفاع أسعار الذهب والفضة

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا لتصل إلى 4500 دولار للأوقية، محققة مكاسب سنوية تصل إلى 71%، بينما ارتفعت الفضة بنسبة 150% لتتجاوز 70 دولارًا للأوقية.

أسباب الارتفاع

يرجع المحللون هذا الارتفاع إلى التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بالإضافة إلى توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما ساهم في زيادة إيرادات مكاتب تداول المعادن في البنوك بنسبة 50% خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025.

استجابة البنوك الكبرى

هذا الانتعاش دفع بنوك مثل “سوسيتيه جنرال” و”مورجان ستانلي” لإعادة تنشيط فرقها المتخصصة في المعادن الثمينة بعد فترة من التراجع، حيث بلغ إجمالي إيرادات تداول الذهب في 12 بنكًا رئيسًا حوالي 1.4 مليار دولار منذ بداية العام وحتى سبتمبر، مما يجعل عام 2025 في طريقه ليكون واحدًا من أفضل الأعوام في هذا المجال.

توسع المنافسة

المنافسة لم تقتصر على البنوك فقط، بل شملت أيضًا مؤسسات غير مصرفية مثل مصفاة “MKS Pamp” السويسرية ومنصة “StoneX”، التي تعزز من أنشطتها في تجارة السبائك وتفتح خزائن جديدة في مراكز مثل نيويورك ولندن.

استراتيجية جديدة في الخزائن

بعد سنوات من اعتبار خزائن الذهب نشاطًا غير مربح، عاد هذا المجال ليصبح وسيلة استراتيجية لتحقيق دخل مستدام، حيث تدرس مؤسسات مثل “سيتي جروب” فتح خزائن خاصة بها، مما يمنحها ميزات كبيرة في السوق، خاصة في لندن التي تعتبر أكبر مركز لتجارة الذهب عالميًا.

تحديات السوق

تستفيد بنوك وول ستريت من ميزانياتها الكبيرة للتعامل مع التقلبات المفاجئة في الأسعار، والتي قد تؤثر على المصنعين والتجار الصغار، بينما تتمتع الشركات غير المصرفية بخبرة عميقة في سلاسل التوريد والتحقق من جودة السبائك.

توسع شركات تجارة السلع

دخلت شركات تجارة السلع التقليدية مثل “ترافيجورا” و”جونفور” في هذا المجال من خلال افتتاح مكاتب لتداول الذهب، مستفيدة من الفجوات السعرية بين أسواق نيويورك ولندن نتيجة المخاوف من السياسات التجارية والرسوم الجمركية المحتملة.

السلعة السعر (دولار للأوقية) المكاسب السنوية (%)
ذهب 4500 71
فضة 70 150
إيرادات 12 بنكًا 1.4 مليار