دعت المملكة العربية السعودية المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن إلى الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة، مشيرة إلى أن تلك التحركات العسكرية تمت بشكل منفرد ودون أي مشاورات مع الأطراف الأخرى.

وفقًا لوكالة “رويترز”، أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها اليوم الخميس أن المملكة تأمل في أن يتخذ المجلس الانتقالي خطوات لإنهاء التصعيد ويخرج بقواته بشكل عاجل من المحافظتين اللتين سيطر عليهما في بداية الشهر الحالي.

أضاف البيان أن التحركات العسكرية للمجلس كانت أحادية الجانب وأدت إلى تصعيد غير مبرر أثر سلبًا على مصالح الشعب اليمني.

محاولات سعودية إمارتية لرأب الصدع

أوضح البيان أن المملكة تعاونت مع الإمارات ورئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية لاحتواء الوضع، حيث تم إرسال فريق عسكري مشترك من السعودية والإمارات لترتيب الأمور مع المجلس الانتقالي في عدن، بما يضمن عودة قوات المجلس إلى مواقعها السابقة وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن والسلطة المحلية بإجراءات منظمة تحت إشراف قوات التحالف.

أشارت المملكة إلى أن الجهود مستمرة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وما زالت تعول على المجلس الانتقالي لإنهاء التصعيد والخروج بسلاسة من المحافظتين.

مطالبة كافة القوى اليمنية بتجنب زعزعة الاستقرار

شددت المملكة على أهمية التعاون بين جميع القوى والمكونات اليمنية لضبط النفس وتجنب أي تصرفات قد تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار، مؤكدة على ضرورة بذل الجهود لاستعادة السلم والأمن المجتمعي.

ذكرت المملكة أيضًا أن القضية الجنوبية قضية عادلة ولها أبعاد تاريخية واجتماعية، وسيتم حلها من خلال حوار شامل بين جميع الأطراف اليمنية.

عملية المستقبل الواعد العسكرية

في بداية هذا الشهر، أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تأسس عام 2017 في عدن، عملية عسكرية تحت اسم “المستقبل الواعد”، حيث أعلن استهدافه “استعادة السيادة وتطهير مدن ومناطق وادي وصحراء حضرموت من الجماعات الإرهابية والعناصر الإخوانية، وقطع خطوط تهريب السلاح الإيراني إلى ميليشيا الحوثي”.

مواجهات مع الجيش والقبائل

سرعان ما واجه المجلس الجيش اليمني التابع للحكومة التي تصر على وحدة اليمن، وكذلك حلف قبائل حضرموت الذي يطالب “بالحكم الذاتي” في المحافظة، قبل أن يعلن في 4 ديسمبر الجاري “سيطرته على المواقع التابعة للشركات النفطية في منطقة المسيلة بمحافظة حضرموت، وانتشاره عسكريًا شمال الحقول النفطية ومحيط المنشآت وطرق الإمداد، عقب انسحاب حلف قبائل حضرموت”.

الرئاسي اليمني يؤكد ضرورة انسحاب المجلس الانتقالي الجنوبي

كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن، رشاد العليمي، قد أكد على ضرورة الانسحاب الفوري لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة.

اعتبر العليمي أن الانسحاب هو الخيار الوحيد لتطبيع الأوضاع شرق البلاد واستعادة مسار النمو والتعافي، محذرًا من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تقسيم اليمن في ظل تعثر الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد.