تستمر قوات الأمن السورية في عمليات ملاحقة عناصر تنظيم الدولة الإسلاميةداعش” في ريف دمشق، وذلك بعد تصفية القيادي محمد شحادة المعروف بـ”أبو عمر شداد”، الذي كان مسؤولًا عن ما يُعرف بـ”ولاية حوران”.

وفقًا لوكالة “سانا”، أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها نفذت عملية أمنية في بلدة البويضة بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، وبالتنسيق مع التحالف الدولي.

وأضافت الوزارة أن العملية جاءت استكمالًا للجهود المبذولة لملاحقة فلول التنظيم، حيث تم تنفيذ عملية دقيقة بناءً على معلومات استخباراتية مؤكدة ورصد ميداني.

من هو أبو عمر شداد؟

كشفت الداخلية السورية تفاصيل حول القبض على القيادي محمد شحادة، مشيرةً إلى أنه أحد أبرز قيادات “داعش” في سوريا، حيث كان يشغل منصب “والي حوران”، مما شكل خطرًا على أمن المنطقة.

ووفقًا لمواقع التواصل الاجتماعي، فإن شداد تولى عدة مناصب قيادية في محافظة درعا، وكان أمير المنطقة الغربية بين عامي 2018 و2024، قبل أن يصبح مسؤولًا في “ولاية حوران”، وهو المصطلح الذي يستخدمه التنظيم للإشارة إلى المناطق التي يدعي السيطرة عليها في جنوب سوريا.

والي ما يعرف داعشيا بـ”ولاية حوران”

كان شحادة مسؤولًا عن التنسيق بين خلايا داعش في درعا وريفها، بالإضافة إلى الإشراف على العمليات الأمنية والتنظيمية داخل ما يُطلق عليه التنظيم “ولاية حوران”.

كما أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي أن “شداد” تولى المنصب بعد مقتل أسامة شحادة العزيزي المعروف بـ”أبو الليث” في اشتباكات بمدينة نوى في ريف درعا الغربي مطلع عام 2024.

خلايا منفصلة تنفذ عمليات “داعش” جنوب سوريا

في السنوات الماضية، اعتمد تنظيم “داعش” على خلايا منفصلة لتنفيذ عمليات باسمه، حيث ظهرت مجموعات مثل “جيش خالد بن الوليد” التي بايعت التنظيم في 2015، وكانت تنشط في مناطق حوض اليرموك والبادية المحيطة.

وحسب تقرير نشره موقع “الحرة”، فإن “داعش” لم يعد يسعى في عام 2025 للسيطرة المباشرة على المدن، بل يركز جهوده على الحفاظ على نواة صلبة قادرة على الاستمرار وخوض حرب طويلة تعتمد على الاستنزاف واستغلال الثغرات الأمنية في المناطق الهشة.

داعش يعتمد على شبكة مرنة من الخلايا الصغيرة في سوريا

نقل التقرير عن الباحث في “معهد نيولاينز” الأمريكي نيك هيراس قوله إن التنظيم يعمل كشبكة مرنة من خلايا صغيرة تركز على هجمات تضعف رواية الدولة بشأن السيطرة على الأمن، خصوصًا في المناطق الانتقالية وسط وشرق سوريا.

كما أشار كبير الباحثين في المجلس الأطلسي بواشنطن توم واريك إلى أن “داعش” حاول الاستفادة من انشغال دمشق بترسيخ وجودها في الأجزاء الأكثر كثافة سكانية بغرب سوريا، مستفيدًا من المساحات غير المحكومة أو ضعيفة الحكم في شرق سوريا.

مخيم الهول شديد الحراسة

وفقًا للتقرير، يبرز “مخيم الهول” الذي يؤوي أكثر من 40 ألف شخص، حيث يشكل العراقيون والسوريون غالبيتهم، وهذا يثير القلق من نشوء أجيال جديدة في بيئة مشبعة بأفكار داعش.

ويعتبر “مخيم الهول” أكبر مخيم في شمال شرق سوريا، حيث يعيش المحتجزون فيه ظروفًا قاسية، ويضم قسمًا خاصًا لعائلات المقاتلين الأجانب لدى “داعش”.