أوضح عضو مجلس الأمن الروسي أندريه سوشينتسوف أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا هما الأكثر تضرراً من الخسائر الاقتصادية والسمعة نتيجة التغير المفاجئ في سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا وأوكرانيا.
وفي تصريحات له لوكالة “تاس”، قال سوشينتسوف إن الولايات المتحدة أدركت أنه من المستحيل إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، مما دفعها للانسحاب من التحالف الداعم لأوكرانيا مع تحقيق مكاسب خاصة بها.
وأضاف أن واشنطن فرضت اتفاقاً تجارياً على بروكسل يخدم مصالحها، حيث يسرع انتقال الأموال والصناعات من أوروبا إلى الولايات المتحدة.
الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تحملتا عبء دعم الجيش الأوكراني مالياً
وأشار سوشينتسوف إلى أن أكبر الخاسرين، بجانب أوكرانيا، هما الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، اللذان تحملوا العبء الرئيسي من الإنفاق لدعم الجيش الأوكراني، دون أن يتم دعوتهم للمشاركة في اتخاذ القرارات المهمة.
الانسحاب الأمريكي من تحالف معاداة روسيا وضع الأوروبيين أمام خيار صعب
وحسب رأي الخبير، فإن الانسحاب الفعلي للولايات المتحدة من التحالف المعادي لروسيا وضع الأوروبيين في موقف صعب، حيث أصبح التدخل العسكري المباشر مستبعداً، وتراجع حماسهم لتمويل أوكرانيا.
ويرى أن ذلك كشف عن انقسامات داخلية عميقة في الاتحاد الأوروبي، حيث انقسمت الدول بين متشددين ومعتدلين، مما اضطر الغرب لتغيير استراتيجيته جذرياً والبحث عن سبل لتسوية النزاع بدلاً من السعي لتحقيق نصر عسكري في أوكرانيا.
احتمالات هزيمة أوكرانيا دفعت واشنطن للبحث عن حل سياسي
يعتقد سوشينتسوف أن احتمالات الهزيمة الوشيكة لأوكرانيا دفعت واشنطن لتكثيف جهودها من أجل إيجاد حل سياسي.
ويقول إن الكثيرين رأوا في فضيحة الفساد التي اندلعت في كييف في نوفمبر 2025 وسيلة للضغط على القيادة الأوكرانية لإجبارها على صنع السلام، حيث أوضحت واشنطن أنه في حال رفضت كييف التفاوض، فقد تنهي دعمها الحاسم للجيش الأوكراني.
قضية فساد تطيح بمدير مكتب زيلينسكي
وترجع قضية الفساد تلك إلى 10 نوفمبر الماضي، حيث أعلنت الهيئات الأوكرانية لمكافحة الفساد عن إطلاق عملية واسعة النطاق تحت مسمى “ميداس” لكشف شبكة فساد ضخمة في قطاع الطاقة.
واتضح أن رأس هذه الشبكة هو رجل الأعمال تيمور مينديتش، صديق فلاديمير زيلينسكي المقرب، حيث جرت مداهمات في مقر سكنه ومقر وزارة العدل التي كان يترأسها جيرمان جالوشتشينكو، الذي أقيل منذ ذلك الحين، بالإضافة إلى شركة “إنيرجواتوم” الحكومية.
وبحسب التحقيقات، قام المتورطون في هذه المخططات الإجرامية بغسل ما لا يقل عن 100 مليون دولار أمريكي، مما أثار أزمة عميقة في الحكومة الأوكرانية، وانتهت بتقديم مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك لاستقالته.
انتصار كبير لروسيا
واختتم سوشينتسوف تصريحاته لوكالة “تاس” قائلاً إن بدء مناقشة مقترحات روسيا للتسوية يعد انتصاراً كبيراً لموسكو، حيث يركز محور الحوار الآن على القضايا الجوهرية المتعلقة بالسياسة الداخلية الأوكرانية والأمن الأوروبي، وليس مجرد تجميد الأعمال القتالية كما كان الغرب يقترح سابقاً.


التعليقات