أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مساء اليوم الخميس، عن استعداد بلاده لتسهيل محادثات السلام بين تايلاند وكمبوديا.
مفاوضات بين العسكريين التايلانديين والكمبوديين
بدأت، أمس الأربعاء، مفاوضات بين العسكريين من تايلاند وكمبوديا خلال اجتماع طارئ للجنة الحدود المشتركة، برئاسة وزيري دفاع البلدين، حيث تم البدء بأعمال فنية تمهيدية.
تتوقع المحادثات أن تستمر من يومين إلى أربعة أيام إذا تحقق تقدم، أو قد تنتهي منذ اليوم الأول إذا لم يتم التوصل إلى أي تفاهمات.
تم الاتفاق على عقد الاجتماع الطارئ للجنة الحدود المشتركة خلال لقاء خاص لوزراء دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الذي عُقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور يوم الاثنين.
قال وزير الدفاع التايلاندي الجنرال ناتثابون ناكفانيت للصحفيين في بانكوك بعد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء إن المفاوضات قد تستغرق من يومين إلى أربعة أيام، لكنها ستتوقف فورًا إذا لم يكن هناك إمكانية للاتفاق منذ اليوم الأول، حتى على القضايا التقنية.
أوضح أن اليوم الأول، الموافق 24 ديسمبر، سيخصص لاجتماعات الفرق التقنية من الجانبين لتحديد مواقف الطرفين والقضايا الجوهرية محل التفاوض، مضيفًا أن الوفود الرئيسية برئاسة وزيري الدفاع ستتوجه إلى موقع المحادثات بعد الانتهاء من هذه المرحلة إذا أحرزت تقدمًا.
النزاع المسلح المتجدد على الحدود بين تايلاند وكمبوديا
استمر النزاع المسلح المتجدد على الحدود بين تايلاند وكمبوديا منذ 7 ديسمبر، مع استخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية والطيران. وبحسب بيانات القوات المسلحة التايلاندية حتى 22 ديسمبر 2025، قُتل 22 عسكريًا وأصيب أكثر من 120 آخرين، بينما أفادت السلطات الكمبودية بمقتل 18 مدنيًا وإصابة 77 شخصًا.
كما اضطر أكثر من 400 ألف شخص من الجانبين إلى مغادرة منازلهم في المناطق الحدودية.
ترجع جذور الخلافات الإقليمية بين تايلاند وكمبوديا إلى الحقبة الاستعمارية، حين تفاوضت مملكة سيام، الاسم السابق لتايلاند، مع الهند الصينية الفرنسية حول ترسيم الحدود.
أسفرت مفاوضات أُجريت بين عامي 1898 و1907 عن اتفاقيات عدة، إلا أن بعض المناطق الحدودية ظلت غير محددة بدقة بسبب صعوبات جغرافية.
لاحقًا، استندت كمبوديا المستقلة إلى خرائط عام 1907 وقدمت مطالبات إقليمية، ما قاد إلى لجوئها لمحكمة العدل الدولية التي حكمت عام 1962 لصالحها في أحد النزاعات، وهو حكم لا تعترف تايلاند باختصاص المحكمة فيه.
على الرغم من توقيع بروتوكولات لترسيم الحدود عامي 2000 و2001، شهدت المناطق المتنازع عليها اشتباكات متكررة، أبرزها حرب حدودية عام 2011 قرب معبد برياه فيهير. وفي عام 2025، عاد النزاع إلى التصعيد، قبل أن يوقع الطرفان اتفاق وقف إطلاق نار في 28 يوليو بكوالالمبور بحضور وسطاء من ماليزيا والولايات المتحدة والصين، ثم إعلان مشترك لخفض التصعيد في 26 أكتوبر.
لا يزال الطرفان يتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، بينما تطالب كمبوديا بوساطة دولية أوسع، بينما تصر تايلاند على الحلول الثنائية حصريًا.


التعليقات