في عام 2025، شهدت الساحة الدولية تحولات كبيرة، حيث أصبحت العديد من المفاهيم التي كانت قائمة لعقود في مهب الريح، مما أدخل الدول الأوروبية في حالة من العزلة وعدم اليقين.
مجلة لوبان ترصد تداعيات عام 2025 على النظام الدولي
ذكرت مجلة لوبان الفرنسية أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة كانت بمثابة نقطة تحول، حيث لم يعد يتبع أسلوب الارتجال كما كان في ولايته الأولى، بل بدأ بتنفيذ مشروع شامل يهدف إلى إعادة تشكيل الداخل الأمريكي وتفكيك التحالفات الغربية التقليدية.
كما أشارت المجلة إلى أن ترامب قام بإضعاف مؤسسات الرقابة والتوازن في أمريكا، وأعلن بشكل فعلي نهاية فكرة “الغرب” كشراكة سياسية وقيمية، إذ أصبح يعامل أوروبا كخصم أو حتى كهدف، وهذا ما تجلى في فرض الرسوم الجمركية والتشكيك في التزام الولايات المتحدة بحلف الناتو، بالإضافة إلى دعمه الصريح لحركات اليمين المتطرف التي تسعى لتفكيك الاتحاد الأوروبي.
الأوروبيون وحدهم في عالم أكثر خطورة
وأوضحت المجلة أن الأوروبيين وجدوا أنفسهم بمفردهم في عالم أكثر خطورة، وهم غير مستعدين لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية والاقتصادية بسبب أزماتهم الداخلية وتناقض مصالحهم، ورهانهم على أن ترامب مجرد “مرحلة عابرة” زاد من ضعفهم، مما منح قوى أخرى، مثل الصين، الفرصة لاستغلال هذا الوهن اقتصادياً واستراتيجياً.
على النقيض، اعتبرت لوبان أن عام 2025 أظهر أن الصين أصبحت قوة عظمى قادرة على مواجهة الولايات المتحدة، وفرض توازن ردع فعلي، بينما تواصل روسيا سعيها لتوسيع نفوذها دون اعتبار للقانون الدولي.
ختاماً، رأت المجلة أن العالم الآن يُدار وفق منطق تقاسم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى، وأن استقلال أوروبا أصبح مهدداً، ولن يتحقق الحفاظ عليه دون تضحيات كبيرة وقرارات حاسمة.


التعليقات