بدء التصويت المبكر في انتخابات عمدة نيويورك.. وزهران ممداني يتصدر قائمة المرشحين الأوفر حظًا

بدأت اليوم في نيويورك عملية التصويت المبكر لانتخابات عمدة المدينة، حيث يتصاعد التنافس بين مرشح الحزب الديمقراطي زهران ممداني الذي يتصدر الاستطلاعات ومنافسه المستقل أندرو كومو، وقد شهدت عملية التصويت إقبالا غير مسبوق مقارنة بالانتخابات السابقة، في حين وُجهت انتقادات حادة لكومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك، بسبب تصريحات اعتبرت إسلاموفوبية في هجومه على ممداني.

وفي رد له، اعتبر ممداني أن هذه الهجمات تعكس يأس بعض الرجال، وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي تقدمه كأوفر المرشحين حظا، وإذا ما حقق الفوز، سيصبح أول عمدة مسلم للمدينة والأصغر سنا خلال القرن الماضي، ويواجه ممداني منافسة من كومو الذي ترشح مستقلا بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، بالإضافة إلى المرشح الجمهوري كيرتس سليوا، بينما انسحب العمدة الحالي إريك آدامز من السباق وأعلن دعمه لكومو.

ممداني، الذي يعد تعبيره عن هويته الإسلامية جزءا أساسيا من حملته، أدان ما اعتبره “هجمات عنصرية” من كومو ووكلائه، وتحدث من أمام مسجد في برونكس بعبارات مؤثرة عن “الإهانات” التي عانى منها المسلمون في المدينة، مستذكرا تجربة عائلته بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث قررت عمته عدم ركوب المترو خوفا من ردود الفعل بسبب ارتدائها الحجاب.

كما روى ممداني كيف نصحه عمه بالاحتفاظ بإيمانه لنفسه عند دخوله عالم السياسة، مشيرا إلى أن هذه الدروس تمثل الرسائل النهائية لكومو وسليوا وآدامز، وفي مؤتمر صحفي لاحق، اتهم كومو ممداني بـ”لعب دور الضحية” لأغراض سياسية، نافياً وجود الإسلاموفوبيا بشكل واسع في نيويورك.

وأظهرت استطلاعات جامعة ماريست في سبتمبر الماضي أن ممداني يحظى بدعم 46% من الناخبين المحتملين، مقابل 30% لكومو و18% لسليوا، ويشير المحللون إلى أن هجمات الرئيس السابق دونالد ترامب على ممداني قد تعزز مكانته بين الناخبين الذين يعارضون سياساته في المدينة.

يُذكر أن ممداني وُلد في أوغندا لأسرة مهاجرة ويشتهر بنشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ينشر مقاطع تمزج بين الفكاهة والخطاب التقدمي، وخلال حملته، ركز على قضايا المعيشة والعدالة الاجتماعية، متعهدًا بخفض تكاليف الحياة للطبقة المتوسطة في نيويورك.

ويُعتبر أيضًا من أبرز الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية في السياسة الأمريكية، حيث عبر عن انتقاده للحكومة الإسرائيلية وسياساتها في غزة، مما أثار ردود فعل قوية من خصومه، كما صرح لمجلة “نيويورك تايمز” بأنه سيفرض اعتقال نتنياهو واصفاً إياه بـ”مجرم حرب” في إشارة إلى مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.