محكمة العدل الأوروبية تصنف الحيوانات الأليفة كأمتعة خلال الرحلات الجوية

محكمة العدل الأوروبية تصنف الحيوانات الأليفة كأمتعة خلال الرحلات الجوية

قضت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بإمكانية تصنيف الحيوانات الأليفة كأمتعة خلال الرحلات الجوية، وذلك في حكم صدر نتيجة حادثة وقعت عام 2019 حين فقدت راكبة كلبتها أثناء السفر، مما دفعها للمطالبة بتعويض قدره 5000 يورو، وأوضحت المحكمة أن شركات الطيران غير ملزمة بتعويض الركاب بمبالغ تتجاوز الحد الأقصى المنصوص عليه في اتفاقية مونتريال المتعلقة بالأمتعة المفقودة.

تعود تفاصيل القضية إلى 22 أكتوبر 2019، حين كانت راكبة تُدعى فيليسيما تسافر من بوينس آيرس إلى برشلونة برفقة كلبتها “مونا” البالغة من العمر ست سنوات، وبسبب حجمها تم نقل مونا في قفص مخصص ضمن الشحن، لكنها هربت أثناء النقل إلى الطائرة ولم يُعثر عليها لاحقًا، طالبت فيليسيما بتعويض قدره 5000 يورو عن الأضرار المعنوية الناتجة عن فقدان كلبتها، بينما اعترفت شركة الخطوط الجوية الإسبانية “إيبيريا” بمسؤوليتها عن الحادث لكنها رفضت دفع أكثر من الحد القانوني المقرر للأمتعة، ما أدى إلى إحالة القضية إلى محكمة العدل الأوروبية لتحديد ما إذا كانت الحيوانات الأليفة تُصنف قانونيًا كأمتعة.

في حكمها، أكدت محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ أن الحيوانات الأليفة لا تُستثنى من مفهوم الأمتعة، وأوضحت أن اتفاقية مونتريال تنص على نقل الأشخاص والأمتعة فقط، مبينة أن مصطلح “الأشخاص” يتوافق مع “الركاب”، وبالتالي لا يمكن اعتبار الحيوان الأليف راكبًا، وبناءً عليه يتم إدراج الحيوان ضمن تعريف “الأمتعة”، مما يعني أن التعويض عن فقدانه يخضع لنفس قواعد المسؤولية المطبقة على الأمتعة المفقودة، وحددت المحكمة الحد الأقصى للتعويض في هذه الحالة بـ 1,519 وحدة حقوق سحب خاصة أي ما يعادل حوالي 2,175 دولارًا أمريكيًا، بينما حصلت الراكبة على 1,833 دولار فقط بسبب عدم تقديمها إقرارًا خاصًا للمصلحة في التسليم.

في هذا السياق، أشار محامي فيليسيما، كارلوس فيلاكورتا ساليس، إلى أن هذا القرار يمثل انتكاسة في مسار حماية حقوق الحيوانات، حيث اعتبر أن شركات الطيران لا تتيح للمسافرين إمكانية تقديم مثل هذا الإقرار بشأن الحيوانات الأليفة، واعتبر أن الحكم يعامل الحيوانات الأليفة كما لو كانت حقائب سفر عادية.

شهدت السنوات الأخيرة حوادث مماثلة، منها حادثة عام 2023 حين فقدت راكبة كلبتها “مايا” أثناء توقف رحلتها في أتلانتا، ولم يُعثر عليها إلا بعد ثلاثة أسابيع قرب مرافق الشحن بالمطار، وفي الولايات المتحدة، تغيرت قواعد السفر مع الحيوانات الأليفة عام 2020 عندما أصدرت وزارة النقل قرارًا اعتبرت فيه حيوانات الدعم العاطفي مجرد حيوانات أليفة، مما أدى إلى تقييد اصطحاب أنواع متعددة من الحيوانات على متن الطائرات، حيث تفرض شركات الطيران اليوم قيودًا صارمة على الحجم والوزن، بينما تُلزم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها المسافرين بتقديم نماذج استيراد وتطعيمات رسمية لضمان صحة وسلامة الحيوانات الأليفة أثناء السفر.

Google News تابعوا آخر أخبار أحداث اليوم عبر Google News