تصاعدت المخاوف في الأوساط الأوروبية بعد إعلان السلطات الألمانية ذبح أكثر من نصف مليون طائر في محاولة عاجلة لاحتواء فيروس إنفلونزا الطيور الذي انتشر بشكل كبير في البلاد منذ بداية الخريف، حيث أفادت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية بأن هذا الإجراء جاء نتيجة اكتشاف بؤرة جديدة للفيروس في ولاية ساكسونيا السفلى، مما استدعى ذبح ألف بطة ودجاجة كجزء من خطة طارئة تهدف إلى منع انتشار العدوى في واحدة من أكبر مناطق إنتاج الدواجن في أوروبا.

وأوضحت وزارة الزراعة الألمانية أن عدة مزارع تعرضت للإصابة بالفيروس في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى فرض حجر صحي على مناطق واسعة وتفعيل إجراءات المراقبة البيطرية المشددة، ويشير الخبراء إلى أن مخاطر تفشي الفيروس تتزايد مع بداية موسم الهجرة الشتوية للطيور البرية، والتي تُعتبر الناقل الرئيسي لسلالات جديدة من المرض.

وحذر معهد فريدريش لوفلر، المسؤول عن أبحاث الأمراض الحيوانية في ألمانيا، من أن الوضع يتطور بسرعة، مضيفًا أن الأرقام الحالية تعكس حجم الأزمة أكثر مما تعبر عن حصيلة نهائية، حيث تم ذبح أكثر من 500 ألف طائر في أنحاء البلاد منذ شهر سبتمبر بعد اكتشاف 31 بؤرة إصابة بإنفلونزا الطيور في مزارع مختلفة.

في مدينة نويترِبين، اضطرت إحدى الشركات الزراعية إلى التخلص من نحو 50 ألف دجاجة منذ بداية التفشي، حيث تم نقل الطيور الميتة في شاحنات باستخدام جرافات، ورغم تعزيز إجراءات الوقاية في عدد من الولايات، دعا هانس بيتر جولدنيك، رئيس اتحاد صناعة الدواجن، إلى فرض عزل صحي شامل على مستوى البلاد كوسيلة أكثر فعالية لكبح انتشار الفيروس.

من جهته، أوضح متحدث باسم وزارة الزراعة أن القرار بشأن إجراءات الحجر الصحي الشامل يعود إلى الولايات الفيدرالية، وليس إلى الحكومة المركزية، وأشار الخبراء الألمان إلى أن ارتفاع الإصابات في بداية فصل الخريف أمر معتاد، إلا أن تفشي المرض هذا العام بدأ بشكل مبكر واستثنائي.

تتابع المفوضية الأوروبية التطورات بقلق في ظل تخوف من أن تمتد العدوى إلى دول مجاورة مثل هولندا والدنمارك، مما قد يهدد قطاع الدواجن الأوروبي بأكمله، ورغم طمأنة السلطات المواطنين بأن الفيروس لا يشكل خطرًا مباشرًا على الإنسان، تبقى المخاوف الاقتصادية والصحية في تصاعد، وسط تحذيرات من أن الشتاء القادم قد يكون موسم اختبار حقيقي لصمود الزراعة الأوروبية أمام الأوبئة الحيوانية.