مشرعون جمهوريون يعبرون عن معارضتهم لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في شرق أوروبا

أثار قرار وزارة الدفاع الأمريكية سحب نحو 800 جندي من القوات المتواجدة في أوروبا الشرقية ردود فعل قوية من قبل الجمهوريين في الكونجرس، الذين اعتبروا هذه الخطوة بمثابة “رسالة خاطئة” إلى روسيا في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لإجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التفاوض بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وفي بيان مشترك، أكد كبار الجمهوريين في لجنتي القوات المسلحة بمجلسي النواب والشيوخ أنهم لن يؤيدوا أي تغييرات في تموضع القوات الأمريكية في أوروبا ما لم يتم ذلك من خلال “عملية تنسيق دقيقة بين الوكالات الحكومية”، تشمل التنسيق مع الكونجرس، حيث عبر السيناتور روجر ويكر والنائب مايك روجرز عن قلقهما من أن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس.

من جهة أخرى، أكد مسؤولون أمريكيون أن لواء المشاة القتالي الثاني التابع للفرقة 101 المحمولة جواً سيعود إلى قاعدته في فورت كامبل بولاية كنتاكي دون استبداله بوحدة أخرى، بينما أشار وزير الدفاع الروماني يونوت موستيانيو إلى أن تقليص حجم القوات الأمريكية في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي سيبقي نحو ألف جندي أمريكي في رومانيا.

وفيما أكدت قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا أن هذا التغيير لا يُعتبر انسحاباً من أوروبا، أو تراجعاً عن الالتزام بحلف الناتو، أضافت أنه يمثل إشارة إيجابية لزيادة القدرات والمسؤوليات الأوروبية، إلا أن ويكر وروجرز أعربا عن تشكيكهما في قدرة أوروبا على سد الفجوة الدفاعية الحالية، مؤكدين أن الدول الأوروبية بحاجة إلى مزيد من الوقت لتقوية قدراتها العسكرية وأن هذه الخطوة قد تُشجع روسيا على المزيد من العدوان.

وأشارا إلى أن هذا القرار يبعث برسالة غير مناسبة إلى روسيا في الوقت الذي يضغط فيه الرئيس ترامب على بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق سلام دائم في أوكرانيا، واعتبرا أن الوقت الحالي يتطلب من أمريكا إظهار تصميمها في مواجهة العدوان الروسي، مؤكدين أن قرار البنتاجون يبدو غير منسق ويتعارض مع استراتيجية الرئيس.

ورغم عدم رد البنتاجون على طلب التعليق، أشار مسؤول عسكري رفيع في حلف الناتو إلى أن تعديل تموضع القوات الأمريكية في أوروبا ليس بالأمر غير المعتاد، مؤكداً أن الحلف لا يزال يرى التزام الولايات المتحدة والرئيس ترامب تجاهه.