تستعد الدولة المصرية لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعتبر الأكبر في العالم، حيث يمثل هذا الصرح شاهدًا جديدًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة ويجسد استمرار مسيرة البناء والتنمية في العصر الحديث، وقد أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن المتحف يُعد هدية مصر للعالم، حيث يلتقي فيه تاريخ المصريين القدماء مع الجهود الحالية في مجالات التنمية، مشيرة إلى أن السياحة تحتل مكانة استراتيجية خاصة في مصر نظرًا لتعدد مقومات الجذب السياحي وتنوعها، مما يمنح القطاع ميزة تنافسية دولية تجعله من أهم المقاصد السياحية على مستوى العالم، وقد شهدت الحركة السياحية الوافدة إلى مصر نموًا بمعدل 23% خلال الفترة من 2019 إلى 2024، مما جعل قطاع السياحة المصري يحتل المركز السادس عالميًا كأفضل الوجهات السياحية الكبرى أداءً.

كما أوضحت المشاط أن المتحف المصري الكبير يُعد تجسيدًا عمليًا للجهود التي تبذلها الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث يمثل هذا الصرح العملاق منصة موجهة للعالم للتعرف عن قرب على التاريخ المصري القديم، وإمداد الباحثين بالمعلومات الدقيقة حول هذه الحضارة التي أعجزت العالم.

وأضافت أن قطاع السياحة يُعتبر من أعلى القطاعات مساهمة في معدلات النمو وأحد المحركات الرئيسية للنموذج الاقتصادي الذي تطرحه “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية”، حيث حقق القطاع نموًا خلال العام المالي 2024/2025 بنسبة 17.3%، في وقت ضخت فيه مصر استثمارات كبيرة في البنية التحتية السياحية، مما ساهم في جذب أكثر من 17 مليون سائح خلال العام، وارتفع عدد السائحين إلى 17.4 مليون سائح خلال العام المالي 2024/2025 مقارنة بـ 15 مليون سائح في العام المالي السابق، كما ارتفع عدد الليالي السياحية إلى 179 مليون ليلة مقارنة بـ 154 مليون ليلة في العام المالي السابق.

وفيما يتعلق باستثمارات قطاع السياحة، أشارت المشاط إلى أن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي الجاري تستهدف زيادة استثمارات القطاع إلى نحو 116.2 مليار جنيه، مقابل 72.4 مليار جنيه استثمارات في عام 2024/2025، مما يعكس نسبة نمو تصل إلى 60.5%، حيث تُشكل استثمارات القطاع الخاص الجزء الأكبر من الاستثمارات الكلية لقطاع السياحة والآثار، حيث تُقدّر بنحو 115.6 مليار جنيه، بنسبة 99.5% تقريبًا من الإجمالي.

وكشفت خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن استهداف زيادة عدد السائحين إلى حوالي 19 مليون سائح بنهاية يونيو المقبل، وزيادة عدد الليالي السياحية لتصل إلى حوالي 193 مليون ليلة، كما تناول التقرير التوزيع الجغرافي للحركة السياحية الوافدة إلى مصر، حيث شكلت الأعداد الوافدة من الدول الأوروبية نحو 58% من إجمالي الوافدين إلى مصر عام 2023، والبالغ عددهم 14.9 مليون زائر، بينما جاءت في المرتبة الثانية الزائرون من منطقة الشرق الأوسط بنسبة 22.3%، ويمثل الوافدون من أمريكا الشمالية نحو 4%، ومن دول المناطق الأخرى نحو 15.7%، ومن حيث أهم الدول التي يفد زائروها إلى مصر، تأتي في المقدمة دول ألمانيا وروسيا والمملكة العربية السعودية خلال عام 2024.

أما بالنسبة للطاقات الإيوائية ومعدلات الإشغال الفندقي، فقد أظهرت الإحصاءات زيادة أعداد الغرف الفندقية بنهاية ديسمبر 2024 إلى نحو 228.1 ألف غرفة، مقابل نحو 218.7 ألف غرفة عام 2023، بمعدل نمو 4.3%، وذلك في ظل التوجه الاستراتيجي لجذب السائحين من خلال تطوير المنتجات السياحية الرئيسية وزيادة الطاقات الاستيعابية للمنشآت الفندقية والسياحية.