المستشار الألماني يعلن عن إرسال قوات لدعم مركز تنسيق وقف إطلاق النار في غزة

فى خطوة تعكس التزام ألمانيا المتزايد بالمشاركة في الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت الهدنة في قطاع غزة، أعلن المستشار الألماني فريدرش ميرتس عن إرسال قوات ألمانية إلى مركز تنسيق ومتابعة وقف إطلاق النار الذي سيتمركز في جنوب إسرائيل، وأوضح ميرتس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم بلاده لمبادرات السلام الدائم في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن برلين ستلعب دورًا فعالًا في ضمان تنفيذ بنود الاتفاق ومراقبة أي خروقات محتملة.

وأكد ميرتس أن ألمانيا تبذل جهودًا كبيرة لتحسين الوضع الإنساني في غزة، مشددًا على أهمية التحرك السريع لتوفير المساعدات الأساسية للسكان الذين يعانون من آثار الحرب، وأشار إلى أن نشر قوات دولية متعددة الجنسيات يمثل عنصرًا حاسمًا لتعزيز الاستقرار، محذرًا من ضرورة تسليم إدارة الحكم في غزة إلى جهة مدنية جديدة غير مرتبطة بحركة حماس.

في سياق الحديث عن التطورات الميدانية، لفت ميرتس إلى أن إطلاق سراح عدد من الرهائن وتحقيق تقدم في تثبيت الهدنة يعدان مؤشرات إيجابية يمكن البناء عليها لدفع عملية السلام، لكنه حذر من هشاشة الوضع الراهن، مؤكدًا أن الهدوء لا يزال هشًّا وأن الاشتباكات المتقطعة تذكّر بعدم ترسيخ السلام بعد.

كما أشاد ميرتس بالجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها مصر وتركيا وقطر والولايات المتحدة، مؤكدًا أن التنسيق بين هذه الدول كان حاسمًا للوصول إلى اتفاق فعلي لوقف إطلاق النار، ورأى أن برلين تدعم هذه المساعي وتعتبرها نموذجًا للتعاون الدولي المسؤول لإنهاء دوامة العنف.

ودعا المستشار الألماني إلى نزع سلاح حركة حماس كخطوة أساسية في المرحلة الثانية من الاتفاق، معتبرًا أن ذلك يشكل الضمان الحقيقي لعدم عودة التصعيد، وحثّ أنقرة على استخدام نفوذها الإقليمي للمساعدة في تطبيق هذه المرحلة الحساسة، مشددًا على أن الوضع في غزة لا يزال قابلًا للاشتعال في أي لحظة.

واختتم ميرتس تصريحاته بالتأكيد على أن ألمانيا ترى في مشاركتها العسكرية المحدودة رسالة قوية تدل على الالتزام الدولي بالسلام والاستقرار، خاصة في منطقة تعاني من واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا في العالم، مشددًا على أن الحل الدائم لن يتحقق إلا من خلال نهج سياسي شامل يضمن الأمن لكلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.