إلغاء قمة بودابست بين ترامب وبوتين: الأسباب والتفاصيل كما وردت في فاينانشيال تايمز

أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز بأن قمة كان من المقرر أن تجمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد ألغيت، وذلك بعد أن قدمت روسيا مذكرة تضمنت مطالب صارمة تتعلق بالحرب في أوكرانيا، وذكرت مصادر للصحيفة أن رد الفعل الأمريكي جاء عقب محادثة هاتفية متوترة بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، حيث أظهرت هذه المحادثة الموقف المتصلب لروسيا الذي تضمن مطالب بتنازلات إقليمية، وتخفيض كبير في القوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.

كان من المتوقع أن تناقش القمة حلولًا محتملة للصراع الأوكراني الروسي، لكن المذكرة التي أصدرتها وزارة الخارجية الروسية، والتي وضعت شروطها لمعالجة ما وصفته بالأسباب الجذرية للأزمة، دفعت المسؤولين الأمريكيين إلى إعادة تقييم جدوى المحادثات مع روسيا، وأشارت الصحيفة إلى أن إلغاء الاجتماع يمثل تحولًا في السياسة الأمريكية بعد مبادرات ترامب السابقة التي سعت إلى استيعاب المصالح الروسية، مثل تراجعه عن خطط تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى.

تجلى الموقف المتشدد للافروف خلال تبادل الكلمات مع روبيو، حيث زعم أن أوكرانيا تحت سيطرة نازيين، وأشارت تقارير إلى أن ترامب كان لا يزال يرغب في التواصل مع روسيا، لكنه كان يفضل بيئة تفاوض أكثر ملاءمة، وفي مكالمة هاتفية مع بوتين، أعرب ترامب عن إحباطه من تصوير موسكو لنجاحاتها العسكرية، كما ضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتقديم تنازلات، ورغم الضغوط، أكد زيلينسكي التزامه بالدفاع عن وحدة الأراضي الأوكرانية.

بعد إلغاء القمة، فرض ترامب عقوبات على أكبر شركتين روسيتين في مجال إنتاج النفط وهما لوك أويل وروسنفط، كما انتقد موسكو لإجرائها تجارب نووية في ظل غياب جهود حقيقية لتحقيق السلام، في حين امتنعت كل من وزارة الخارجية الأمريكية والكرملين عن التعليق على التطورات، وسعت روسيا إلى تحميل أوكرانيا وحلفائها مسؤولية فشل انعقاد القمة، مدعية أن التقدم الذي تم إحرازه خلال اجتماع سابق في ألاسكا قد تم إفساده.

ومع ذلك، يبدو أن موقف ترامب قد تشدد مؤخرًا، حيث طالب بوقف فوري لإطلاق النار، وهو ما يتناقض مع مطالب بوتين السابقة بتقديم المزيد من التنازلات الإقليمية من أوكرانيا، مما يعكس مشهدًا دبلوماسيًا معقدًا ومتغيرًا في العلاقات بين البلدين.