شغلت مسألة الهدايا الدبلوماسية عقول القادة الأجانب ومبعوثيهم في واشنطن لعقود طويلة، وزاد الأمر أهمية خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، الذي كان معروفًا بميله للإطراء وشغفه بالمظاهر الفاخرة، مما ألهمه لاختيار هدايا غريبة وشخصية تحمل دلالات خاصة، وفي بعض الحالات كانت الخيارات غير تقليدية.
هذا الأسبوع، في آسيا، تلقى ترامب هدايا مختارة بعناية من قادة جدد يسعون لتوطيد علاقاتهم مع الولايات المتحدة، حيث عكست هذه الاختيارات حسابات مدروسة تهدف إلى إظهار الاحترام وخلق المفاجأة، مع تجسيد فهم القادة لذوق المتلقي، وكان الأمل أن تسهم هذه الجهود في تعزيز حسن النية، مما يمكن أن يترجم إلى صفقات تجارية أو تعهدات جديدة بالتعاون الأمني.
تنص قوانين الأخلاقيات الأمريكية على أن الهدايا التي يتلقاها المسؤولون هي ملك للشعب الأمريكي، وغالبًا ما تُسلم إلى إدارة الخدمات العامة، ورغم أن الرئيس يمكنه استردادها بقيمتها السوقية، فإن الهدايا التي حصل عليها ترامب خلال ولايته الثانية تعكس حرص نظرائه على ترك انطباع جيد.
من بين تلك الهدايا، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لجهاز بيجر مطلي بالذهب خلال زيارته الأولى للبيت الأبيض، وهو الجهاز الذي استخدمته إسرائيل في عمليات ضد حزب الله في لبنان، وقد صرح ترامب سرًا بأنه وجد الهدية منفرة بعض الشيء. كما أحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي معه حزام بطولة العالم في الملاكمة الذي فاز به الملاكم الأوكراني أوليكساندر أوسيك، ليكون رمزًا من بلاده.
أما هدية قطر، التي تمثلت في طائرة بوينج 747 فاخرة بقيمة 610 ملايين دولار، فقد أثارت جدلاً واسعًا، حيث تم الإعلان أنها ستُنقل إلى مؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية في المستقبل. وفي سياق آخر، حصل ترامب على ترشيح لجائزة نوبل للسلام من عدد من القادة حول العالم، ومن بينهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهي هدية تحمل قيمة رمزية كبيرة رغم عدم وجود قيمة مالية لها.
وخلال زيارته لكوريا الجنوبية، تلقى ترامب نسخة طبق الأصل من تاج ذهبي تاريخي من الرئيس لي جاي ميونج، وفي إشارة إلى خصومه الذين يصفونه بأنه يحكم كالملوك، لم يكن بإمكانه إلا أن يمزح قائلاً إنه يرغب في ارتدائه الآن.

تعليقات