يعتبر المتحف المصري الكبير مشروعًا ضخمًا يسعى إلى تقديم التراث المصري الغني الذي يمتد لآلاف السنين بطريقة عصرية وجذابة، حيث يتم عرض الصور الفرعونية بشكل مذهل، بالإضافة إلى عرض ضوئي باستخدام طائرات بدون طيار تظهر الآلهة القديمة والأهرامات في سماء الجيزة، ويقع هذا المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة وأبو الهول، مما يجعله مركزًا رئيسيًا في جهود الحكومة المصرية لتعزيز قطاع السياحة.
كما وصف حفل افتتاح المتحف بأنه كان متقنًا، حيث شهد حضور عدد كبير من أفراد العائلات المالكة الأوروبية والعربية، ورؤساء حكومات، وقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الحضور إلى جعل هذا المتحف منصة للحوار والمعرفة، ومكانًا يجمع بين الإنسانية.
تجدر الإشارة إلى أن المتحف يمثل أحد المشاريع الكبيرة التي أطلقها الرئيس السيسي منذ توليه الحكم في عام 2014، حيث قام باستثمارات كبيرة في البنية التحتية بهدف إنعاش الاقتصاد المصري الذي تأثر بشدة بسبب الاضطرابات التي تلت الربيع العربي عام 2011.
تحدثت الوكالة عن أهمية التاريخ الفرعوني لمصر، مشيرةً إلى دوره في جعل البلاد وجهة سياحية جذابة، حيث تسعى مصر منذ فترة طويلة لتنظيم وعرض الكمية الهائلة من الآثار، بدءًا من المجوهرات الصغيرة وصولًا إلى تماثيل الفراعنة العملاقة، مع استمرار الاكتشافات الأثرية في جميع أنحاء البلاد.
يعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة قديمة واحدة، حيث يضم حوالي 50.000 قطعة أثرية، بالإضافة إلى معروضات الواقع الافتراضي، ويعرض المتحف مجموعة كاملة من كنوز مقبرة الملك توت عنخ آمون لأول مرة منذ اكتشافها في عام 1922.
كما أشارت الوكالة إلى حفل الافتتاح الذي تخللته عروض موسيقية، حيث اصطف ممثلون يرتدون أزياء مصرية قديمة حول المتحف، وأبدعت مئات الطائرات بدون طيار في تقديم عرض ضوئي يبرز الآلهة المصرية القديمة مثل إيزيس وأوزوريس.
حضر الرئيس السيسي مع وفود من أكثر من 70 دولة، بما في ذلك أفراد من العائلات المالكة من بلجيكا وإسبانيا والدنمارك والأردن، بالإضافة إلى رؤساء وزعماء من دول أوروبية وإقليمية، مما أعاد إلى الأذهان افتتاح قناة السويس عام 1869 الذي جمع حكام مصر مع عدد من العائلات المالكة الأوروبية.
يتطلع المسؤولون إلى أن يسهم المتحف في جذب المزيد من السياح الذين سيقضون فترات أطول في البلاد، مما سيعزز العملة الأجنبية اللازمة لدعم الاقتصاد المصري، وقد قامت الحكومة بتجديد المنطقة المحيطة بالمتحف وبالأهرامات وأبو الهول، حيث تم إنشاء طرق سريعة جديدة، وتُبنى محطة مترو قريبة، كما تم افتتاح مطار سفينكس الذي يبعد 40 دقيقة عن المتحف.

تعليقات