أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خضوعه لفحص بالرنين المغناطيسي تساؤلات حول مستوى الشفافية بشأن حالته الصحية، إذ يعتبر ترامب أكبر رئيس منتخب سنًا، وقد صورته إدارته كرمز للقوة والحيوية.
بعد زيارة ترامب لمركز والتر ريد الطبي العسكري، والتي وصفها البيت الأبيض بأنها متابعة روتينية، تساءل الأطباء عن السبب وراء هذه الزيارة، خصوصًا أنها الثانية له خلال ستة أشهر، ثم تردد لاحقًا أنه خضع لفحص إدراكي ضمن الفحص البدني الثانوي. وأكد ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أن الفحص كان ممتازًا، ولكنه لم يوضح السبب وراء إجرائه، بينما لم يقدم البيت الأبيض تفاصيل إضافية.
جيفري كولمان، الطبيب السابق في البيت الأبيض لثلاثة رؤساء، أشار إلى أن الحاجة لفحص طبي ثان لرجل في التاسعة والسبعين أمر طبيعي، موضحًا أن الرؤساء غالبًا ما يلجأون إلى مستشفى والتر ريد لإجراء تصوير متقدم، ورغم ذلك، ذكر أن معظم الإجراءات الطبية يمكن إجراؤها في البيت الأبيض باستثناء التصوير المتقدم.
في المقابل، انتقد كولمان غياب الشفافية في المعلومات الطبية، مشيرًا إلى أن الفحوصات الصحية الوقائية يمكن أن تتم في عيادة البيت الأبيض في وقت قصير. وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية ليست ملزمة قانونيًا بالكشف عن معلومات صحية للرئيس، فإن التاريخ يشير إلى أن الرؤساء غالبًا ما يتسترون على تفاصيل صحتهم، مما يعكس تناقضًا بين ما يرغب الرئيس في إعلانه وما يحتاج الشعب الأمريكي إلى معرفته.
تاريخ ترامب الطبي اتسم بالغموض، حيث اتهمه النقاد بمحاولة إخفاء الحقائق المتعلقة بصحته، وأوضح جاكوب أبيل، أستاذ الطب النفسي، أن المعلومات الانتقائية لا تصب في مصلحة الجمهور، مشيرًا إلى أهمية الإفصاح عن أي خطر محتمل على الأمن القومي. وأكد أن عدم معرفة السبب وراء التصوير بالرنين المغناطيسي يجعل الأمور أكثر غموضًا، فقد يكون الفحص متعلقًا بمشكلة إدراكية أو قلبية، أو حتى إصابة بسيطة.
مؤخراً، واجه ترامب انتقادات بعد انتشار صور تظهر تورم ساقيه وكدمة على يده، حيث كشف البيت الأبيض لاحقًا عن تشخيصه بقصور وريدي مزمن. وعندما أصيب ترامب بفيروس كورونا في عام 2020، تأخرت الإدارة في إعلان التشخيص وقللت من خطورة الحالة دون تقديم تفاصيل كافية عن العلاج.
في عام 2015، نشر ترامب رسالة من طبيبه السابق، هارولد بورنستين، تفيد بأنه سيكون الرئيس الأكثر صحة في التاريخ، لكنه اعترف بعد عامين بأن ترامب هو من أملى عليه تلك الرسالة.

تعليقات