سفير الجزائر: العلاقات المصرية الجزائرية تُعَدّ نموذجًا رائدًا للتكامل الراسخ بين الدولتين
احتفلت السفارة الجزائرية في القاهرة بالذكرى الحادية والسبعين لاندلاع ثورة التحرير، حيث شهد الحدث حضور وزير قطاع الأعمال محمد الشيمى ممثلاً عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين والسفراء العرب والأجانب والإعلاميين والفنانين.
وفي كلمته، أكد السفير محمد سفيان براح، سفير الجزائر لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن هذه المناسبة ليست مجرد احتفال رفع للرايات الوطنية، بل هي موعد مع الذاكرة الحية، لحظة وفاء نستحضر فيها ذكريات المجد وتضحيات من ضحوا من أجل حرية الوطن، كما أشار إلى أهمية استلهام روح نوفمبر للأجيال القادمة، مضيفًا أن السياسة والدبلوماسية تستمد قوتها من الميدان ومن تضحيات الشهداء، ولم تكن الثورة لتبلغ أهدافها لولا دعم الأشقاء، وفي مقدمتهم مصر.
كما أشار السفير إلى التزام الجزائر الثابت بالقضية الفلسطينية، مؤكدًا على ضرورة استرجاع الحقوق الفلسطينية الكاملة، وضرورة دعم حقوق لبنان في السيادة على أراضيه، حيث يعيش الشعب الفلسطيني على أمل إقامة دولته المستقلة، وهو الحل العادل للقضية الفلسطينية.
أما عن العلاقات الثنائية بين مصر والجزائر، فقد وصفها السفير بأنها علاقات تاريخية متجذرة وأخوة متينة تجسد معنى التضامن العربي، حيث تجلت هذه العلاقات بزيارة الرئيس عبدالمجيد تبون إلى مصر، والتي كانت لها أبعاد أخوية واستراتيجية مهمة، معتبراً أن هذه العلاقات تمثل نموذجًا للعلاقات العربية القائمة على التكامل والرؤى المشتركة.
وفي المجال الاقتصادي، بلغت حجم التبادلات التجارية بين البلدين نحو خمسة مليارات دولار سنويًا، ويستعد الطرفان لعقد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة الجزائرية المصرية في القاهرة خلال نوفمبر الحالي، مما يعكس عمق الروابط الأخوية بين البلدين وتطلعهما نحو مرحلة جديدة من التكامل، مع توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وتنظيم منتدى لرجال الأعمال لتعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية المشتركة.
كما أشار السفير إلى دعم مصر للثورة الجزائرية، حيث كانت الجزائر سندًا قويًا لمصر في حربي 1967 و1973، وأكد على الدور المحوري الذي تلعبه الدولتان كركيزتين ثابتتين في منظومة الأمن القومي العربي والإفريقي، والدفاع عن قضايا المنطقة، في مقدمتها القضية الفلسطينية.
وفي سياق آخر، أشار السفير إلى جهود الجزائر في تعزيز التعاون العربي والإفريقي من خلال مشاريع استراتيجية مثل الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بنيجيريا، مما يعزز موقع الجزائر كمحور للتواصل بين العالم العربي وإفريقيا.
وفي ختام الاحتفال، أكد السفير محمد سفيان براح ما تشهده الجزائر من نهضة في مختلف المجالات، حيث حققت البلاد نموًا بنسبة 3.6% خلال العام الماضي، مع تجاوز قيمة الصادرات غير البترولية 5 مليارات دولار في عام 2023، مشيرًا إلى أن الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تنمية مستدامة تحت قيادة الرئيس عبدالمجيد تبون، مع التركيز على تنويع مصادر الدخل وتوسيع القاعدة الصناعية ودعم الصناعات التحويلية والطاقات المتجددة.
كما استعرض السفير الدلالات التاريخية لثورة التحرير الجزائرية، مؤكدًا أنها شكلت منعطفًا مفصليًا في تاريخ القرن العشرين، حيث أعادت صياغة مفهوم الحرية والكرامة وفتحت صفحة جديدة في مسيرة الأمة الجزائرية والعربية، لتظل هذه الثورة علامة فارقة في تاريخ الجزائر الحديث، حيث اندلعت بين فرنسا وجبهة التحرير الوطني الجزائرية من عام 1954 إلى 1962، لتنتزع الجزائر استقلالها عن فرنسا بعد صراع طويل ومعقد، حيث كانت الحرب ليست مجرد مواجهة عسكرية بل تحولت إلى صراع داخلي بين المجتمعات المختلفة، ما ألقى بظلاله على الأحداث في فرنسا أيضًا.

تعليقات