قال الدكتور فاروق سوسة، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جولدمان ساكس، إن النظرة التقليدية للذهب كأداة للتحوط أو ملاذ آمن لم تعد المحرك الأساسي لارتفاع أسعاره في الوقت الراهن، حيث أضاف سوسة خلال فعاليات اليوم الثاني من منتدى القاهرة الثاني الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أن ما يقود السوق فعلياً هو مفهوم “فك الدولرة”، إذ تسعى الحكومات والمؤسسات إلى إيجاد وسائل لتخزين الثروة بعيداً عن الدولار، مما يجعل الذهب المستفيد الرئيسي من هذا الاتجاه.
وأشار سوسة إلى أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب في الفترة الأخيرة تمثل دليلاً واضحاً على هذا التحول، حيث إن هذه المحركات طويلة الأجل لا ترتبط بمؤشر الخوف، مما أدى إلى انقطاع العلاقة الطردية بين ما يعرف بمؤشر التقلب أو الخوف (VIX) وأسعار الذهب، وتابع سوسة بأن النظرة تجاه الدولار تتغير بسرعة، بل إنها تتسارع بفعل السياسات التي اتبعتها إدارة ترامب، سواء من خلال فرض التعريفات الجمركية أو استخدام العقوبات كأداة سياسية، مما يؤدي إلى رد فعل عكسي من الدول في ما يمكن تسميته بالجنوب العالمي، حيث تدفع هذه الدول لإعادة التفكير في كيفية إدارة احتياطياتها.
وعن توقعاته بشأن أسعار الفائدة الأمريكية، قال سوسة إنه يتوقع خفضاً إضافياً بمقدار 25 نقطة أساس في أسعار الفائدة الأمريكية خلال ديسمبر، يتبعه تباطؤ في وتيرة الخفض بواقع ربع نقطة في شهري مارس ويونيو.

تعليقات