وزارة الداخلية الفرنسية: المهاجم في حادث جزيرة أوليرون أبدى علامات على تبني أفكار متطرفة

أكد وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز، أن السائق الذي قام بحادث الدهس المروع في جزيرة أوليرون غرب فرنسا يُشتبه في أنه اعتنق أفكاراً متطرفة مؤخراً، حيث عثرت السلطات على إشارات دينية واضحة داخل منزله خلال التفتيش، وأشار الوزير إلى أن هتافه “الله أكبر” أثناء الحادث يعد مؤشراً على وجود دوافع دينية محتملة، مضيفاً أن التحقيقات جارية لتحديد خلفيات الحادث ودوافع المهاجم بشكل دقيق، وأوضح نونيز أن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب سيتولى تقييم ارتباط هذه العناصر بدوافع دينية، واعتبر أن نتائج التقييم النفسي للمهاجم ومراجعة بيانات هاتفه ستكون حاسمة في تحديد طبيعة الجريمة، كما أكد أن اثنين من المصابين في الحادث لا يزالان في حالة حرجة، وأن السلطات تتابع الوضع الأمني والصحي عن كثب.

شهدت جزيرة أوليرون الواقعة في إقليم شارينت ماريتيم الفرنسي مساء الأربعاء حادث دهس مروع أسفر عن إصابة عشرة أشخاص، من بينهم اثنان في حالة حرجة، وتشير المعلومات إلى أن المشتبه به، البالغ من العمر 35 عاماً، تعمد دهس المارة بسيارته قبل أن يشعل النار فيها، وكانت السيارة تحتوي على أسطوانة غاز، وتمكنت الشرطة من القبض عليه باستخدام سلاح صاعق بعد أن كان يصرخ ويهتف “الله أكبر”، بحسب ما أفاد به المدعي العام في لاروشيل.

المشتبه به يدعى جاك ج.، وهو صياد عاش وحيداً في منزل متنقل بالجزيرة منذ نحو عشر سنوات، ووفقًا للسلطات المحلية، يعاني المتهم من اضطرابات نفسية ولم يتلق العلاج اللازم، كما سحبت رخصة قيادته عدة مرات بسبب مخالفات سابقة تتعلق بالعنف وتعاطي المخدرات، وأوضح كريستوف سوير، عمدة بلدة سان بيير دوليرون، أن المشتبه به كان يعيش في عزلة تامة ولم يُظهر من قبل أي سلوك متطرف، بينما أكد مسؤولون محليون أن علامات التحول الفكري ظهرت عليه خلال الأسابيع الأخيرة فقط.

وبحسب المدعي العام في لاروشيل، قامت الشرطة بمصادرة أجهزة إلكترونية وهواتف من منزل المهاجم لتحليل نشاطه عبر الإنترنت، في محاولة لتحديد ما إذا كان قد تأثر بأفكار متطرفة أو تواصل مع جهات خارجية، ورغم وجود مؤشرات متطرفة واضحة، لم تُحال القضية حتى الآن إلى النيابة العامة لمكافحة الإرهاب، حيث لا تزال الشرطة تبحث في ما إذا كان الحادث ناتجاً عن اضطرابات نفسية أم دوافع أيديولوجية.