تقييم الصحافة الإيطالية للمتحف المصري الكبير: نظرة من روما

تقييم الصحافة الإيطالية للمتحف المصري الكبير: نظرة من روما

أبدت وسائل الإعلام الإيطالية انبهارًا لافتًا بمقتنيات المتحف المصري الكبير بعد أيام من حفل الافتتاح الذي حظي باهتمام واسع من الصحافة العالمية، حيث تشير التوقعات إلى أن مصر ستشهد طفرة في قطاع السياحة خلال السنوات القليلة المقبلة، مما سيساهم في تحقيق ارتقاء اقتصادي ملموس.

سلطت وكالة “تي تي جي” الإيطالية الضوء على كنوز المتحف المصري الكبير، مشيرة إلى أنه يعد أكبر متحف للحضارة الفرعونية على الإطلاق، وقد أذهل جميع زائريه، كما من المتوقع أن يؤدي إلى تضاعف أعداد السياح والزائرين لمصر في الفترات المقبلة لرؤية الكنوز التي أبهرت العالم، وقد امتلأت جميع المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي بالصور من داخل وخارج المتحف.

وأوضحت الوكالة أنه بعد أكثر من عشرين عامًا من العمل الدؤوب، يطل المتحف الجديد بكل فخامته وروعة تصميمه، ليصبح وجهة عالمية تجمع بين التاريخ العريق والتجربة الثقافية المعاصرة، حيث بدأ المشروع في عام 2002 بتصميم أولي لمكتب Heneghan Peng Architects، ثم انتقلت إدارة التنفيذ إلى الشركة الفرنسية-البلجيكية BESIX، حتى تم افتتاحه في الأول من نوفمبر 2025، لتتوج هذه الرحلة الطويلة بمرحلة الافتتاح الجزئي، وصولًا إلى الاحتفال الرسمي الحالي الذي أثار إعجاب العالم.

يمتد المتحف على مساحة هائلة تصل إلى 500,000 متر مربع، ويضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية، من بينها 20,000 قطعة تُعرض للجمهور لأول مرة.

يبرز المتحف بفضل كنوز توت عنخ آمون وكنوزه الثمينة، حيث تعرض حوالي 5,500 قطعة أثرية ضمن مسار فني مميز يضم 107 صناديق عرض، من تصميم Atelier Brückner، تأخذ الزائر في رحلة ساحرة عبر حياة الفرعون الصغير، أما لمحبي العظمة، فإن تمثال رمسيس الثاني العملاق، الذي يبلغ ارتفاعه 12 مترًا ويزن أكثر من 80 طنًا، يحبس الأنفاس، حيث اكتشفه العالم الإيطالي جيوفاني باتيستا كافيليا، ويستقبل اليوم الزوار في بهو المتحف إلى جانب تماثيل بطليموس الثاني وأرسينوي الثانية.

رغم التحديات الجيوسياسية العالمية، حضر الافتتاح العديد من رؤساء الدول، مثل وزير إيطاليا أليساندرو جولي، الذي أكد أن هذا المتحف ليس مجرد عرض للقطع الأثرية، بل هو رمز للسلام والثقافة والتعاون بين الأمم، كما حضر ماتيو رينزي بدعوة نظرًا لعلاقاته الوثيقة مع العالم العربي، وترى الوكالة الإيطالية أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح، بل هو تجربة حضارية مذهلة تعكس عظمة مصر القديمة وروحها الخالدة، وتضع القاهرة على خارطة أهم الوجهات الثقافية في العالم.

بدورها، قالت صحيفة “أميكا” الإيطالية إن حفل افتتاح المتحف جمع بين الفخامة الملكية وسحر الحضارة المصرية القديمة، مسلطة الضوء على الحضور الملكي الواضح في المتحف، حيث أبدى الملوك الذين حضروا الحدث، مثل الملكة ماري من الدنمارك وملك إسبانيا فيليب السادس، انبهارهم الكبير، وأكدت الصحيفة أن مصر كانت محطة ملكية في العالم، حيث استقبلت ملوك العالم خلال افتتاح المتحف المصري الكبير، مما يعكس سحر الحضارة المصرية الذي لا يقاوم حتى أمام أكثر الشخصيات شهرة في العالم.

سلطت الصحيفة الضوء على جولة الملكة ماري، التي استجابت لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور مراسم الافتتاح الكبرى، وأشارت إلى أن الملكة، المعروفة بحبها للفنون والثقافات، لم تفوت فرصة زيارة المتحف الذي يضم أكثر من 50,000 قطعة أثرية، من بينها 5,400 قطعة من كنوز مقبرة توت عنخ آمون، والتي تعرض للمرة الأولى كاملة في مكان واحد.

كما تابعت الصحيفة أن اللحظة الأكثر تميزًا في رحلتها لم تكن داخل قاعات المتحف فقط، بل كانت عند شروق الشمس على أهرامات الجيزة، حيث قررت الملكة الاستيقاظ عند السادسة صباحًا لتشهد لحظة طلوع الشمس على الأهرامات وأبي الهول، في تجربة وُصفت بأنها ساحرة ومهيبة، بينما كانت الشمس تشرق على المعالم الرمزية، وزارت هذه المعالم، بما في ذلك الهرم الأكبر، المعجزة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة.

بعد جولة الصباح الساحرة، تابعت الملكة ماري برنامجها الرسمي بزيارة المتحف المصري الكبير، حيث أبدت إعجابها الشديد بقناع توت عنخ آمون الذهبي وبالمعروضات التي تسرد تاريخ واحدة من أعظم الحضارات في العالم، وقد وُصفت زيارتها بأنها مزيج من الدبلوماسية الراقية والاهتمام الثقافي الحقيقي، إذ نجحت الملكة في لفت الأنظار ببساطتها واهتمامها بالتفاصيل التاريخية.

Google News تابعوا آخر أخبار أحداث اليوم عبر Google News