بلجيكا تتخذ تدابير فورية عقب اختراق مسيرات للأجواء المحيطة بمطارات وقواعد عسكرية

عقدت بلجيكا جلسة لمجلس الأمن الوطني بهدف تعزيز أمن مجالها الجوي، وذلك بعد ظهور طائرات مسيّرة فوق مطارات وقواعد عسكرية، مما أدى إلى تعطيل بعض الرحلات الجوية وتحويل أخرى عن مطار بروكسل الرئيسي، وفي هذا السياق، أفادت شبكة يورونيوز الأوروبية بأن السلطات البلجيكية تبحث عن إنشاء مركز لمراقبة المجال الجوي، بالإضافة إلى تطبيق تسجيل إلزامي للطائرات المسيّرة.

وأعلن وزير الدفاع البلجيكي ثيو فرانكن في تصريحات صحفية أن مركز الأمن الوطني للمجال الجوي في بوفاشين، والذي تم إنشاؤه بالفعل، سيبدأ العمل بكامل طاقته اعتبارًا من 1 يناير، حيث أكد على ضرورة تحسين فعالية المركز بالتعاون مع جميع الأجهزة الأمنية، وهو التحدي الأكبر الذي يواجههم في الأسابيع المقبلة.

من جهة أخرى، أشار وزير الداخلية البلجيكي برنارد كوينتين إلى أنهم يعملون وفق نموذج للكشف والتحديد وإمكانية التحييد، وهو الإطار الذي يسعون إلى تطبيقه في مواجهة التهديدات المحتملة، وتأتي هذه التحركات في وقت يضغط فيه الاتحاد الأوروبي على بلجيكا لمصادرة الأصول الروسية المجمدة في بروكسل، وذلك لدعم تقديم قروض إعادة الإعمار لأوكرانيا، حيث يشتبه على نطاق واسع في أن روسيا هي الجهة التي تقف وراء هذه العمليات، رغم عدم وجود دليل مباشر، حسبما ذكرت الشبكة الأوروبية، بينما نفت السفارة الروسية في بروكسل أي تورط لها في اختراق المجال الجوي البلجيكي.

هذا ومن المتوقع أن يقدم وزير الدفاع البلجيكي خطة استثمارية بقيمة 50 مليون يورو لمبادرة “مكافحة الطائرات المسيّرة”، في حين تدرس السلطات خيار إسقاط الطائرات المخترقة، ويظل كل من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي في حالة تأهب قصوى خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد سلسلة من انتهاكات المجال الجوي يُشتبه في ضلوع روسيا فيها.

وفي نهاية سبتمبر، حذر الحلف موسكو مؤكدًا استعداده لاستخدام جميع الوسائل الدفاعية لمواجهة أي اختراقات مستقبلية، بعد إسقاط طائرات مسيّرة روسية فوق بولندا وإبلاغ إستونيا عن دخول مقاتلات روسية من طراز ميج-31 إلى مجالها الجوي، حيث صرح الأمين العام للناتو بأن انتهاك المجال الجوي غير مقبول، وأكد على تضامن الحلفاء مع بولندا، مشددًا على أهمية مواجهة العدوان والدفاع عن كل عضو في التحالف، كما شهدت الدنمارك والنرويج ورومانيا حوادث مشابهة، مما أثار تساؤلات حول جاهزية الحلف لمواجهة التدخل الروسي المتزايد.