ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن الدول العربية تعبر عن معارضتها لمقترح أمريكي يهدف إلى إعادة بناء ما يسمى “غزة الجديدة” في المناطق التي تحتلها إسرائيل، وذلك خشية أن يؤدي هذا إلى تقسيم دائم للأراضي الفلسطينية، وأوضحت الصحيفة أن غزة شهدت انقسامًا منذ سريان وقف إطلاق النار في الشهر الماضي، حيث تحتل القوات الإسرائيلية جانبًا منها، بينما تسيطر حركة حماس على الجانب الآخر الذي يضم غالبية السكان الفلسطينيين حاليًا.
وأشارت الصحيفة إلى الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين، مما جعل إعادة الإعمار أولوية ملحة للدول العربية والغربية، ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين استبعدوا السماح بتدفق أموال إعادة الإعمار إلى المناطق التي تسيطر عليها حماس، إلا أن بعضهم، مثل جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اقترح البدء في إعادة بناء الجانب الذي تحتله إسرائيل، مدعيًا أن ذلك قد يوفر للفلسطينيين بديلاً إيجابيًا عن حماس.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخطة، التي تشبه مقترحات سابقة لإنشاء مناطق خالية من حماس، أثارت قلقًا واسعًا بين الدول العربية والإسلامية والأوروبية، التي أعربت عن مخاوفها للولايات المتحدة، ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي، فضل عدم ذكر اسمه، تحذيره من إمكانية حدوث صدام بين رعاة اتفاق سلام غزة إذا استمرت الولايات المتحدة في دعم التوجه الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون أمرًا غير مقبول.
فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة وإسرائيل، يزعم المسؤولون الأمريكيون أن هذا المقترح سيؤدي إلى بدء عملية إعادة إعمار القطاع، وسيتيح إنشاء “غزة جديدة” منزوعة السلاح، لا تشكل تهديدًا لإسرائيل، بل ستكون أكثر جاذبية للفلسطينيين، حيث قال كوشنر إن هناك اعتبارات جارية بشأن المناطق المحتلة، بهدف توفير مكان للفلسطينيين للعيش والعمل، بينما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الفكرة تعتبر واحدة من عدة خيارات قيد النقاش.
من جهة أخرى، أوضحت فاينانشيال تايمز أن الخطة المكونة من مستويين أثارت قلق الدول العربية، حيث أشار بعض المحللين إلى أنها ستتطلب ترتيبات أمنية معقدة، وأبدى أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، قلقه من أن يكون التقسيم الذي تقترحه الخطة دائمًا، حيث قال في مؤتمر حديث إن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا على أهمية تحديد جدول زمني لانسحاب إسرائيل.
كما حذر دبلوماسي عربي آخر من أن الصورة الناتجة عن هذه الخطة ستكون كارثية، موضحًا أن الأمر سيبدو وكأن البناء يجري لصالح إسرائيل وليس للفلسطينيين، مضيفًا أنه لا يرغب في أن تصبح غزة حالة من الجمود بين الحرب والسلام، مشددًا على أن أي دولة عربية لن تقدم تمويلًا للبناء على هذا الأساس.

تعليقات