على مدار ثلاثة أيام، يحتفل سكان المكسيك بعيد الموتى، وهو إجازة رسمية تحمل طابعًا خاصًا يتسم بطقوس فريدة تعكس اعتقادات دينية عميقة، فما سر هذا الاحتفال وما هي طقوسه.
يُعتبر عيد الموتى، الذي قد يبدو للوهلة الأولى مشابهًا لعيد الهالوين، مناسبة لتكريم الراحلين وإحياء ذكراهم، إذ تبدأ الاحتفالات في مختلف أنحاء البلاد بعرض ضخم في مكسيكو سيتي، حيث تجتمع العائلات في المقابر، وفقًا للتقاليد المكسيكية، فإن الموتى يعودون في الأول والثاني من نوفمبر للتواصل مع ذويهم والاحتفال معهم.
على الرغم من أن توقيت عيد الموتى يتزامن مع عيد الهالوين، إلا أن القيم والمعتقدات التي يمثلها كل منهما تختلف جذريًا، إذ يعود عيد الموتى إلى الحضارات الأصلية في وسط وجنوب المكسيك، وعندما وصل الإسبان إلى المنطقة قبل حوالي 500 عام، وجدوا ملايين السكان الأصليين الذين كانوا جزءًا من إمبراطورية الأزتك، التي تأسست في عام 1427 ميلادي، أي قبل قرن تقريبًا من وصول الإسبان.
الاحتفال الذي يعرف اليوم باسم Día de los Muertos كان موجودًا قبل قرون، ويُعتقد أنه بدأ مع شعب التولتيك، وعندما غزا الإسبان المكسيك في عام 1519، كان لدى الأزتيك مجموعة متنوعة من الآلهة، بما في ذلك آلهة الموت، التي كانوا يحتفلون بها في أواخر يوليو، حيث تروي الأساطير أن الإلهة ميتيكاسيهواتل، التي تم التضحية بها في طفولتها، نمت بطريقة سحرية لتصبح راعية العالم السفلي.
تُصوَّر ميتيكاسيهواتل غالبًا بجلد رخو وفك هيكلي، وقد كانت مرتبطة بالموت والقيامة، حيث جمعت العظام لإعادتها إلى عالم الأحياء، مما يعكس عمق العلاقة بين الحياة والموت في الثقافة المكسيكية، ويعبر عيد الموتى عن هذا التفاعل الفريد بين الأحياء والأموات.

تعليقات